التخطي إلى المحتوى الرئيسي

*أوال نتمازيرت* ،.. المساءلة قبل المحاكمة"

الأحد الماضي بالدار البيضاء تم توزيع جوائز مسابقة *أوال نتمازيرت* ، والتي نضمتها جمعية أصدقاء تفراوت، ، فرصة لتتويج مقال حصل على عدد كبير من الإعجابات في الموقع الإجتماعي الفيسبوك، لكاتبه عبد الواحد أمهال بعنوان " المساءلة قبل المحاكمة"

قراءة ممتعة للمقال:


جلست في جانب الغرفة و جلس هو في الجانب المظلم، ، أو بالأحرى عشت في زمن و عاش هو في أمد أقل ما يقال عنه أنه منعدم الملامح. سألني و أنا الذي و أنا الذي رجوت سعادته، ماذا فعلت من أجلنا طوال العقود التي تكبرني؟ كان ذاك ابني يسألني عما حققت من أجل تافراوت، أو بالأحرى يؤنبني على ما فرطت في جنب تلك المدينة التي لقبوها بجوهرة سوس. قال و الحسرة مرسومة على محياه، لماذا خذلتم آباءكم، لماذا لم تحفظوا ماء وجه مسقط رؤوسكم؟ إسترسل و تساءل، ألم يهجرها آباؤكم من أجل لقمة العيش؟ ألم يتوسموا فيكم الأمل من أجل غذ أكثر إشراقا؟ أجبت، و أنا على يقين اني لست أصدق من إخوة سيدنا يوسف، لقد قمنا بواجبنا، انظر إلى المدارس و المستشفيات و الإنارة على الطرقات ، لقد حقق جيلنا عبر الأعيان و الجمعيات ما لم يسطع أحد فعله في زمن فات. ألم تر هته المحافل و المهرجانات التي أذاعت صيت مدينتنا في كل المدن و سائر الولايات؟

أجاب، و قد بدأت مقلتاه تسبحان في دموع شحيحة كالقطرات التي نذر إيجادها في صنابير تافراوت، إنها و الله نقمة ، أكثر من كونها نعمة.

شتان يا أبت بين زمن آبائكم إذ كان الوقار عملة المعسور قبل الميسور، و هذا الزمن الذي غذت فيه مدينتنا وكرا لثعالب ضربوا بعرض الحائط كل مظاهر الإحترام التي توارثها أجدادنا. يا أبتاه لقد استفحل الفساد في غسق الليل و وضح النهار! لقد أصبح الجار أول من يعبث بحرمة الدار! لقد توسطت الفتيات الطرقات و جنبات الأنهار! لقد تركتم الغرباء يأتون من أبعد الأمصار و الأقطار، ينهشون لحومكم بحجة الإنفتاح على المهرجانات و السعي وراء الرقي و الإزدهار! لقد تركتم الكلاب الضالة تخرج من الأوكار، لتنتهز تخاذلكم و كونكم مرضى في طور الإحتضار! ماذا عسانا نجيب أيها الإخوة الأخيار، أمام مساءلة إبن قلق محتار؟ و ما ردنا على الخالق القهار، في محاكمة دار القرار؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مختصر تفسير الحزب الأول... سورة البقرة الجزء الأول

الجزء الأول من القران: هذا الجزء مكون من ثمانية أرباع: - ربع الحزب الأول: يتكلم عن أصناف الناس وكأننا نستعرض الأصناف الموجودة على هذه الأرض والتي سيكلف أحدها بالإستخلاف. - الربع الثاني: أول تجربة إستخلاف على الأرض: آدم عليه السلام. - الربع الثالث إلى السابع: أمة استخلفها الله على هذه الأرض لمدة طويلة وفشلت في المهمة، بنو إسرائيل.  - الربع الثامن والأخير: تجربة سيدنا إبراهيم عليه السلام الناجحة في الإستخلاف.  تجربة سيدنا آدم تجربة تمهيدية تعليمية، وكانت المواجهة بين إبليس وسيدنا آدم عليه السلام لإعلان بداية مسؤولية سيدنا آدم وذريته عن الأرض. ثم بنو إسرائيل: نموذج فاشل، فهم أناس حملوا المسؤولية وفشلوا، وتستمر السورة في ذكر أخطائهم لا لشتمهم ولكن ليقال للأمة التي ستستخلف: تنبهي من الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيها الأمة التي قد سبقت في الاستخلاف! وآخر ربع يضرب الله به المثل بالتجربة الناجحة لشخص جعله الله خليفة في الأرض وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام. ويكون الترتيب هذا منطقياً، فبدأَ بآدم التجربة الأولى وختم بالتجربة الناجحة لرفع المعنويات وبينهم التجربة الفاشلة، للت
"ميسرة المطغريّ" (أو المدغريّ) بطلٌ أمازيغيٌّ، رفض الانصياع للعرب الفاتحين، ما جعلهم يصفونه في كتب تاريخهم بالحقير، والخفير، والفقير، والسقّاء. ولربّما ترجع هذه الألقاب إلى كون "ميسرة" ينحدر من عائلةٍ فقيرةٍ، وأنّ أباه، أو هو نفسه كان سقّاءً يبيع الماء في الأسواق (E. L?vi-Proven?al). وقد أجمع أكثر المؤرّخين (العرب طبعاً) على تلقيب ميسرة بـ "الحقير"، على الرغم من أنّه لم يكن في حياته حقيراً؛ فقد كان ـ كما يقول ابن خلدون ـ شيخ قبيلته والمقدّم فيها؛ وكان من خوارج المغرب الصفريّة، من مدغرة أو (مطغرة)، وهي بطنٌ من زناتة. كما كان من أتباع المهلّب بن أبي صفرة (أو من أتباع زياد بن أبي صفرة). وفي العودة إلى الوقائع التاريخيّة، نجد أنّ الظلم الأمويّ كان من الأسباب المهمّة في بحث المسلمين عموماً عن أفكارٍ ثوريّةٍ تُشرّع لهم مواجهة الظّلم والتعصّب القوميّ والقبائليّ، وهو ما تُظهره تجربة البربر في الغرب، حين مالوا إلى الفكر الخارجيّ، بعد معاناةٍ طويلةٍ مع السلطة الأمويّة، وبعد الإجحاف الذي طالهم، إثر دورهم الرئيسيّ في فتح الأندلس، وفي تثبيت