التخطي إلى المحتوى الرئيسي

البيان التنديدي المشترك بين جمعية محمد خير الدين وجمعية أناروز

البيان التنديدي المشترك بين جمعية محمد خير الدين وجمعية أناروز


عقد مكتبي جمعية محمد خير الدين للثقافة و التنمية و جمعية أناروز اجتماعا لغرض التداول في آخر المستجدات على الساحة المحلية ،و تدارس التحديات الجمة و العقبات التي تنتصب في وجه المواطنين بها، وبعد نقاش مستفيض و مثمر توج اللقاء بإصدار :

البيان التالي للرأي العام المحلي و الإقليمي و الوطني :

تتابع الكثير من الهيئات الحقوقية و الجمعوية والسياسية والرياضية بأسف وتحسر كبيرين ما حل بالساحة التافراوتية من تدني مهول للخدمات الإجتماعية الموجهة للمواطنين، ومن ممارسة تجاوزات خطيرة في حقهم مست الحقوق العامة المنصوص عليها في المواثيق والأعراف الوطنية والدولية ، حيث أصبح التعسف و الشطط سيدا الميدان يقابله صمت وتواطؤ تامين للمسؤولين والمنتخبين على حد سواء، الشيء الذي يحاول معه البعض امتصاص غضب السكان بتوزيع وعود كاذبة و زائفة .

ولعل أزمة الماء الصالح للشرب التي تعاني منها حاليا ساكنة مدينة تافراوت وبشكل غير مسبوق، لأكبر خرق لحقوق هؤلاء السكان و أكبر مظهر من مظاهر الإستخفاف بكرامتهم و آدميتهم؛ وما يثير الغرابة و الإستنكار هو الطريقة التي يتم بها تدبير هذه الأزمة من طرف المكتب الوطني للماء الصالح للشرب حيث أصبح يوزع تلك النعمة الحيوية حسب هواه، ولم يلتزم حتى بالبرنامج الصادر عنه سلفا لكي يستفيد كل مواطن بتلك الساعة اليتيمة المخصصة لسد حاجياته المائية .

من هنا نعلن في جمعية محمد خير الدين للثقافة و التنمية و جمعية أناروز للرأي العام المحلي و الإقليمي والوطني ما يلي:


أولا: نحمل المسؤولية الكاملة لكل من الوكالة التجارية للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب بتافراوت، الحوض المائي لسوس ماسة درعة، وكذا بلدية تافراوت، جراء تدني الخدمات الضرورية للمواطنين والإنقطاعات المتكررة والمستمرة للماء الصالح للشرب، هذه الإنقطاعات التي تساهم بشكل كبير في ارتفاع نسبة المياه المضخاة و بالتالي تصبح العدادات تحتسب كميات الإستهلاك في الهواء مما يجعل معه الفواتير تعرف انتفاخا على حساب امتصاص جيوب المواطنين

ثانيا: نندد بشدة بالطريقة التي يتم بها تدبير أزمة الماء الصالح للشرب بتافراوت من طرف الوكالة الوصية على ذلك، والتي تطبعها العشوائية و العبث واللامسؤولية. و نستنكر الأساليب الرسمية التي يتعاطى بها مع هذه القضية و التي يميزها التباطؤ و التسويف و تقديم معطيات مغلوطة للرأي العام ،وكذا السعي لإيجاد الحلول لأزمة الماء بتافراوت المركز عبر الترامي اللاقانوني و اللامقبول على أملاك الناس بالقبائل من خلال حفر آبار بها دون موافقة ملاكيها المسبقة الحرة والمستنيرة، تلك الموافقة التي لا تتلائم بقوة المنطق مع مصلحتهم نظرا لانعكاس ذلك سلبا على مناطقهم بحيث ستصبح بدورها مهددة مستقبلا بنضوب فرشتها المائية.

ثالثا: نعتبر أن أزمة المياه الحالية لمثال صارخ على فشل سياسة المجلس البلدي الحالي حيث يهدر أموالا طائلة في مشاريع و أنشطة فاشلة و ثانوية ،فيما يهمل و يقصي القطاعات الحيوية ذات الأهمية و الأولوية لدى المواطنين كقطاع الصحة و البيئة و الخدمات الأساسية و يتهاون في واجبه في الدفاع عن القضايا المصيرية لهؤلاء .

رابعا: نشجب بقوة الجريمة البيئية الشنعاء التي مورست ضد رمز من رموز الهوية المحلية والوطنية بالمنطقة، حيث يتم الإعتداء وإتلاف العديد من شجر الأركان سنويا بتواطؤ من بعض المنتخبين ووسط صمت رهيب للجهات المسؤولة ، و كآخر مثال على ذلك ما وقع مؤخرا من مجزرة اقتلاع العشرات من أشجار الأركان بدواوير إغالن و تيفراضين و إميان .

خامسا : نجدد رفضنا للسياسة الرسمية المنتهجة في ما يسمى ب "تحديد أملاك الدولة الغابوية بالمنطقة" ،و نشدد على مطالبتنا بضرورة إلغاء الظهائر المعتمدة في هذا الشأن و التي تعود للحقبة الإستعمارية و بإعادة النظر في المراسيم الحكومية التي انبثقت عنها بشكل يكفل إحقاق الحقوق للأفراد و القبائل في ملكية أراضيها و حقها في الإستفادة من الثروات و الموارد التي تزخر بها المنطقة .

سادسا : نناشد كل القوى الحية و الديموقراطية بتافراوت إلى المزيد من اليقظة وتنسيق جهودها و التعبئة من أجل الضغط حتى تتم الإستجابة لمطالبنا ورفع الضرر عن السكان وتمتيعهم بكامل حقوقهم الفردية و الجماعية المشروعة.


+ ملحوظة : البيان مفتوح للتوقيع أمام كل الهيئات المحلية ، و الجمعيتان منفتحتان على كل المبادرات الرامية للتحسيس خصوصا بأزمة المياه بتافراوت و التعبئة من أجل إيجاد حلول عاجلة و حقيقية ودائمة لها.


حرر بتافراوت بتاريخ:8 يوليوز2014

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مختصر تفسير الحزب الأول... سورة البقرة الجزء الأول

الجزء الأول من القران: هذا الجزء مكون من ثمانية أرباع: - ربع الحزب الأول: يتكلم عن أصناف الناس وكأننا نستعرض الأصناف الموجودة على هذه الأرض والتي سيكلف أحدها بالإستخلاف. - الربع الثاني: أول تجربة إستخلاف على الأرض: آدم عليه السلام. - الربع الثالث إلى السابع: أمة استخلفها الله على هذه الأرض لمدة طويلة وفشلت في المهمة، بنو إسرائيل.  - الربع الثامن والأخير: تجربة سيدنا إبراهيم عليه السلام الناجحة في الإستخلاف.  تجربة سيدنا آدم تجربة تمهيدية تعليمية، وكانت المواجهة بين إبليس وسيدنا آدم عليه السلام لإعلان بداية مسؤولية سيدنا آدم وذريته عن الأرض. ثم بنو إسرائيل: نموذج فاشل، فهم أناس حملوا المسؤولية وفشلوا، وتستمر السورة في ذكر أخطائهم لا لشتمهم ولكن ليقال للأمة التي ستستخلف: تنبهي من الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيها الأمة التي قد سبقت في الاستخلاف! وآخر ربع يضرب الله به المثل بالتجربة الناجحة لشخص جعله الله خليفة في الأرض وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام. ويكون الترتيب هذا منطقياً، فبدأَ بآدم التجربة الأولى وختم بالتجربة الناجحة لرفع المعنويات وبينهم التجربة الفاشلة، للت
"ميسرة المطغريّ" (أو المدغريّ) بطلٌ أمازيغيٌّ، رفض الانصياع للعرب الفاتحين، ما جعلهم يصفونه في كتب تاريخهم بالحقير، والخفير، والفقير، والسقّاء. ولربّما ترجع هذه الألقاب إلى كون "ميسرة" ينحدر من عائلةٍ فقيرةٍ، وأنّ أباه، أو هو نفسه كان سقّاءً يبيع الماء في الأسواق (E. L?vi-Proven?al). وقد أجمع أكثر المؤرّخين (العرب طبعاً) على تلقيب ميسرة بـ "الحقير"، على الرغم من أنّه لم يكن في حياته حقيراً؛ فقد كان ـ كما يقول ابن خلدون ـ شيخ قبيلته والمقدّم فيها؛ وكان من خوارج المغرب الصفريّة، من مدغرة أو (مطغرة)، وهي بطنٌ من زناتة. كما كان من أتباع المهلّب بن أبي صفرة (أو من أتباع زياد بن أبي صفرة). وفي العودة إلى الوقائع التاريخيّة، نجد أنّ الظلم الأمويّ كان من الأسباب المهمّة في بحث المسلمين عموماً عن أفكارٍ ثوريّةٍ تُشرّع لهم مواجهة الظّلم والتعصّب القوميّ والقبائليّ، وهو ما تُظهره تجربة البربر في الغرب، حين مالوا إلى الفكر الخارجيّ، بعد معاناةٍ طويلةٍ مع السلطة الأمويّة، وبعد الإجحاف الذي طالهم، إثر دورهم الرئيسيّ في فتح الأندلس، وفي تثبيت