التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يناير ١٢, ٢٠١٤
نـام إبراهيم ابن الرسول صلى الله عليه وسلم في حضن أمه مارية ، وكان عمره ستة عشر شهراً، والموت يرفرف بأجنحته عليه ، والرسول عليه الصلاة والسلام ينظر إليه ويقول له : يا إبراهيم أنا لا أملك لك من الله شيئاً ..! ومات إبراهيم وهو آخر أولاده ، فحمله الأب الرحيم ووضعهُ تحت أطباق التراب ، وقال له : يا إبراهيم إذا جاءتك الملائكة فقل لهم : الله ربي .. ورسول الله أبي .. والإسلام ديني .. فنظر الرسول عليه الصلاة والسلام خلفهُ ، فسمع عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، يُنهنه بقلب صديع .. فقال له : ما يبكيك يا عمر ؟ فقال عمر ، رضي الله عنه ، : يا رسول الله ! إبنك لم يبلغ الحلم .. ولم يجر عليه القلم .. وليس في حاجة إلى تلقين .. فماذا يفعل ابن الخطاب ؟! وقد بلغ الحلم .. وجرى عليه القلم ..ولا يجد ملقناً مثلك يا رسول الله ؟!! وإذا بالإجابة تنزل من رب العالمين جل جلاله بقوله تعالى رداً على سؤال عمر : يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرة وَيُضِلُّ اللَّـهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّـهُ مَا يَشَاءُ أكثروا من قول : اللهم ثبتني بالقول الثابت في
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، أفضل الأنبياء والمرسلين وخاتمهم وإمامهم، صلوات الله وسلامه عليه، ولد بمكة عام الفيل، توفيت أمه آمنة بنت وهب وله من العمر ست ستنين فكفله جده عبد المطلب ثم توفي عبد المطلب وعمر النبي صلى الله عليه وسلم ثمان سنين، فكفله عمه أبو طالب، تزوج صلى الله عليه وسلم وعمره خمس وعشرون سنة بخديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وهي أول امرأة تزوجها وكل أولاده منها غير إبراهيم، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت. بعث صلى الله عليه وسلم بالرسالة وله من العمر أربعون سنة، وبقي في مكة ثلاثة عشر عاما يدعو إلى التوحيد وإفراد الله تعالى بالعبادة ونبذ الشرك، ثم هاجر إلى المدينة وهاجر معه صحابته الكرام وكونوا أعظم مجتمع عرفته البشرية، وبقي في المدينة عشر سنين يبلغ رسالة ربه، ثم توفي صلى الله عليه وسلم وعمره ثلاث وستون سنة، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، وتركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك، ما من خير إلا ودل الأمة عليه، وما من شر إلا حذرها منه، وقد أوجب الله تعالى على العباد طاعته وجعل الهداية في اتباعه، فقال تعالى