التخطي إلى المحتوى الرئيسي

انا الملك المسيطر في بلادي.

أنا الملك المسيطر في بلادي

جرى ليلا على الذئــب الكـلاب***كــــأنّ اللّـــيل تسكـــــــنه الذّئــــــــــــاب

وكان الذئب قي وطني طــــــليقا***يرافـــــقـــه ابــــن آوى والــــــــــــغراب

وفي الغاب الوحوش قد استبدّت***فكان وراء سطــــــــوتها الــــــخـــــــــراب

ومن قدر الوحوش وســـــوء حظّ***أتى الطّــــــاعون وانــــتــشر الضّــــــــباب

وعمّ الغاب شرّ مســـــــــــــتطير***فولــــولت البــــــــهـــــــــــائم والكلاب

صحا الأسد الغضنفر في الــصباح***ومن هــــــــلع الزّئير عـــــــــــوى الذئاب

فقال اللّيث في غضب شـــــديد:***أروني كــــــــــــــيف هاجـــــمنا الذّباب؟

لعل الذّنب قد جــــــــــلب البلايا***وذنب العــــــبد يغـــسله العــــقــــــــاب

غدا سنرى متى هـــجم الذباب***وقـــول الـــــــحــــــــــــــقّ يعقبه التّــواب

وفي بدء الـــصّباح أتى الأهالي***وبـــــــــــين جمـــــــوعهم حضر الغـــراب

وحاء اللّيث في ملإ عظـــــــيم ***تحـــيـــــــــــط به البهـــــائم والـــــرّقاب

وزمجر في الجميع وقال جهرا:***أتى الطّاعـــــون وامـــــــتنع السّـــــــحاب

وهذا قد أشـــــــــار إلى ذنوب ***دوافـــعها التّــســــــــلّــــــــــط يا كلاب

وقال اللّيث مــــــــعترفا بصدق***أنا الأسد المهـــــــيمن والـــــــصّـــــواب

أنا الملك المسيطر في بلادي***سـؤالي للــــــــعبـــــاد هــــــو الــــجواب

وأرفض أن يســـائلني عبيدي ***أنا قلــــــــــــم الأوامـــــر والكـــــــــــتاب

وجاء وراءه النّـــــــــمر اعتراافا***بمنطــــــــــقه الجــــــــــرائم لا تـــــعاب

وقال الببر مفــــــتخرا مجيبا***أنا رأس الحـــكــــــومـــة والــــــــــــسّراب

أطيع اللّيــث في كلّ القضايا***وأخدمـــــــــــه ولو كــــــــــــره الـــــذّئاب

وجاء الدّور فاعـــــترف الحمار***وقال الحقّ يصـــــحـبه الـــــــــــــــــتّواب

وقهقهت الوحوش بشأن جحش***ســـينهشه التّـّــــــسلّط والــــــعذاب

وأضحى حكم ممـــلكة الوحوش***نظام الــــــعــصر حــــصّــنه العــــقاب

محمد الدبلي الفاطمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مختصر تفسير الحزب الأول... سورة البقرة الجزء الأول

الجزء الأول من القران: هذا الجزء مكون من ثمانية أرباع: - ربع الحزب الأول: يتكلم عن أصناف الناس وكأننا نستعرض الأصناف الموجودة على هذه الأرض والتي سيكلف أحدها بالإستخلاف. - الربع الثاني: أول تجربة إستخلاف على الأرض: آدم عليه السلام. - الربع الثالث إلى السابع: أمة استخلفها الله على هذه الأرض لمدة طويلة وفشلت في المهمة، بنو إسرائيل.  - الربع الثامن والأخير: تجربة سيدنا إبراهيم عليه السلام الناجحة في الإستخلاف.  تجربة سيدنا آدم تجربة تمهيدية تعليمية، وكانت المواجهة بين إبليس وسيدنا آدم عليه السلام لإعلان بداية مسؤولية سيدنا آدم وذريته عن الأرض. ثم بنو إسرائيل: نموذج فاشل، فهم أناس حملوا المسؤولية وفشلوا، وتستمر السورة في ذكر أخطائهم لا لشتمهم ولكن ليقال للأمة التي ستستخلف: تنبهي من الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيها الأمة التي قد سبقت في الاستخلاف! وآخر ربع يضرب الله به المثل بالتجربة الناجحة لشخص جعله الله خليفة في الأرض وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام. ويكون الترتيب هذا منطقياً، فبدأَ بآدم التجربة الأولى وختم بالتجربة الناجحة لرفع المعنويات وبينهم التجربة الفاشلة، للت
"ميسرة المطغريّ" (أو المدغريّ) بطلٌ أمازيغيٌّ، رفض الانصياع للعرب الفاتحين، ما جعلهم يصفونه في كتب تاريخهم بالحقير، والخفير، والفقير، والسقّاء. ولربّما ترجع هذه الألقاب إلى كون "ميسرة" ينحدر من عائلةٍ فقيرةٍ، وأنّ أباه، أو هو نفسه كان سقّاءً يبيع الماء في الأسواق (E. L?vi-Proven?al). وقد أجمع أكثر المؤرّخين (العرب طبعاً) على تلقيب ميسرة بـ "الحقير"، على الرغم من أنّه لم يكن في حياته حقيراً؛ فقد كان ـ كما يقول ابن خلدون ـ شيخ قبيلته والمقدّم فيها؛ وكان من خوارج المغرب الصفريّة، من مدغرة أو (مطغرة)، وهي بطنٌ من زناتة. كما كان من أتباع المهلّب بن أبي صفرة (أو من أتباع زياد بن أبي صفرة). وفي العودة إلى الوقائع التاريخيّة، نجد أنّ الظلم الأمويّ كان من الأسباب المهمّة في بحث المسلمين عموماً عن أفكارٍ ثوريّةٍ تُشرّع لهم مواجهة الظّلم والتعصّب القوميّ والقبائليّ، وهو ما تُظهره تجربة البربر في الغرب، حين مالوا إلى الفكر الخارجيّ، بعد معاناةٍ طويلةٍ مع السلطة الأمويّة، وبعد الإجحاف الذي طالهم، إثر دورهم الرئيسيّ في فتح الأندلس، وفي تثبيت