التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تاهالا في : 27 يناير 2015


حفل "أوركيمن" بتاهالا نشاط جمعوي أم دعاية انتخابية ؟؟

يعرف العمل الجمعوي المدني بتافراوت بشكل عام ميوعة وفوضى غير مسبوقة، بسبب تناسل الهيئات الجمعوية بها (ما يزيد عن 60 إطار جمعوي بتافراوت المركز فقط، غالبيتها وهمية) وتطفل العديد من الكائنات البشرية على هذا الميدان النبيل المبني أساسا على التطوعية والصدق في خدمة الصالح العام ،والإستقلالية عن السلطة والأحزاب السياسية والنقابات.
فهكذا أصبح تأسيس هيئة جمعوية أسهل قنطرة لدى الكثيرين للعبور نحو بر الإسترزاق المادي و وسيلة للبحث عن المصالح الشخصية الضيقة، أو لنسج شبكة من العلاقات المصلحية ، أو للتقرب والتزلف لبعض الأشخاص أو الجهات.
بتاهالا نظمت جمعية ضمن صنف الكائنات الجمعوية التي ذكرناها نشاطا يوم الثلاثاء 20 يناير الفارط بمقر النادي النسوي المجاور لمقر جماعة تاهالا، نشاط سوق على أنه يدخل في إطار الإحتفال ب"ءيض ن ءيناير"، وحضره قائد قيادة القبيلة ورئيس الجماعة القروية لتاهالا وأحد أعيان المنطقة وآخرون لا يزيدون على رؤوس اليدين، علاوة على مجموعة من الأطفال وعشرات من النساء.
في الظاهر كل شيء يبدو جميلا ويسير على أحسن ما يرام، عدى مظهر رئيسة الجمعية المنظمة الغريب عن لباس المنطقة الأصيل والفاقد زيادة على ذلك لأية لمسة ذوق أو أناقة أنثوية.
مجموعة فنية مبتدئة وفرقة أحواش نسوية استقدمت من مركز المدينة، وتوزيع أطباق من أكلة أوركيمن كان كل ما حضرته الجمعية لمدعويها وضيوفها الذين اختارتهم بعناية.
وحسب الأصداء التي وصلتنا من الساكنة التي حضرت "النشاط" فإن تذمرا عارما ساد وسط النساء الحاضرات بسبب لباس رئيسة الجمعية الذي لا يتلائم ولا ينسجم مع لباس المنطقة ولا الأعراف السائدة بها التي أساسها الحشمة والوقار. علاوة على الإستهجان الكبير لاستغلال "النشاط" الذي قيل أنه جمعوي للدعاية الإنتخابية السابقة لأوانها، حيث ألقى السيد رئيس المجلس الجماعي لتاهالا خطابا مطولا وزع من خلاله الوعود الوردية على الحاضرين يمينا ويسارا مبشرا ،ضمن ما بشر به، باستقطابه لمشروع بناء مستشفى كامل التجهيزات و مركب سوسيو رياضي واجتماعي للقرب سيريا النور قريبا "كذا"..
السيد عبد الرحمن عمور الإستقلالي وصهر الإستقلالي "قيوح" يكاد يجمع جل ساكنة القبيلة على فشله في تحقيق أي من المكتسبات لهم ولقبيلتهم التي أصبحت أشبه بجثة متحللة ،ولا يختلفون في حقيقة هزالة حصيلته وعطاءاته طيلة ولايته الإنتخابية التي تقترب من نهايتها.
السيد رئيس الجماعة كان الأولى به مساعدة الساكنة في حل مجموعة من المشاكل التي يتخبطون بها ،والتي لا ولن تكلف سوى القليل من الإرادة والمجهود كإعادة إصلاح ما أفسدته الأمطار الأخيرة لشهر نونبر الماضي مثل تثبيت أسلاك الكهرباء وفق معايير السلامة والتجويد بالعديد من الدواوير ،وإصلاح أو استقدام شاحنة لنقل الأزبال والنفايات التي تفتقد إليها الجماعة والقيام بجولة تفقدية للمركز الصحي الوهمي بالجماعة والوقوف على حالته المزرية، وأشياء من هذا القبيل، عوض توزيع وعود كبيرة لن تتحقق أبدا في مثل هذه الظروف والأحوال التي تعيشها تاهالا ولو في المنظور البعيد.
والجدير بالذكر أن مقر النادي النسوي بتاهالا ،الذي كان مسرحا لهذا "التنشيط"، يعاني من تسربات الأمطار وتلف الصباغة ومشاكل أخرى على الرغم من أنه تعرض لإعادة التهيئة والإصلاح والصباغة قبل بضعة شهور فقط.
فإلى متى يستمر الضحك على ذقون أهالينا الذين نخرهم الظلم والفقر والجهل و خذلان ذوي القربى؟؟
على أي نختم بتعليق أحد الظرفاء على "النشاط" الجمعوي المذكور حيث وصفه ب "قمة التبرهيش".

تاهالا في : 27 يناير 2015

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مختصر تفسير الحزب الأول... سورة البقرة الجزء الأول

الجزء الأول من القران: هذا الجزء مكون من ثمانية أرباع: - ربع الحزب الأول: يتكلم عن أصناف الناس وكأننا نستعرض الأصناف الموجودة على هذه الأرض والتي سيكلف أحدها بالإستخلاف. - الربع الثاني: أول تجربة إستخلاف على الأرض: آدم عليه السلام. - الربع الثالث إلى السابع: أمة استخلفها الله على هذه الأرض لمدة طويلة وفشلت في المهمة، بنو إسرائيل.  - الربع الثامن والأخير: تجربة سيدنا إبراهيم عليه السلام الناجحة في الإستخلاف.  تجربة سيدنا آدم تجربة تمهيدية تعليمية، وكانت المواجهة بين إبليس وسيدنا آدم عليه السلام لإعلان بداية مسؤولية سيدنا آدم وذريته عن الأرض. ثم بنو إسرائيل: نموذج فاشل، فهم أناس حملوا المسؤولية وفشلوا، وتستمر السورة في ذكر أخطائهم لا لشتمهم ولكن ليقال للأمة التي ستستخلف: تنبهي من الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيها الأمة التي قد سبقت في الاستخلاف! وآخر ربع يضرب الله به المثل بالتجربة الناجحة لشخص جعله الله خليفة في الأرض وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام. ويكون الترتيب هذا منطقياً، فبدأَ بآدم التجربة الأولى وختم بالتجربة الناجحة لرفع المعنويات وبينهم التجربة الفاشلة، للت
"ميسرة المطغريّ" (أو المدغريّ) بطلٌ أمازيغيٌّ، رفض الانصياع للعرب الفاتحين، ما جعلهم يصفونه في كتب تاريخهم بالحقير، والخفير، والفقير، والسقّاء. ولربّما ترجع هذه الألقاب إلى كون "ميسرة" ينحدر من عائلةٍ فقيرةٍ، وأنّ أباه، أو هو نفسه كان سقّاءً يبيع الماء في الأسواق (E. L?vi-Proven?al). وقد أجمع أكثر المؤرّخين (العرب طبعاً) على تلقيب ميسرة بـ "الحقير"، على الرغم من أنّه لم يكن في حياته حقيراً؛ فقد كان ـ كما يقول ابن خلدون ـ شيخ قبيلته والمقدّم فيها؛ وكان من خوارج المغرب الصفريّة، من مدغرة أو (مطغرة)، وهي بطنٌ من زناتة. كما كان من أتباع المهلّب بن أبي صفرة (أو من أتباع زياد بن أبي صفرة). وفي العودة إلى الوقائع التاريخيّة، نجد أنّ الظلم الأمويّ كان من الأسباب المهمّة في بحث المسلمين عموماً عن أفكارٍ ثوريّةٍ تُشرّع لهم مواجهة الظّلم والتعصّب القوميّ والقبائليّ، وهو ما تُظهره تجربة البربر في الغرب، حين مالوا إلى الفكر الخارجيّ، بعد معاناةٍ طويلةٍ مع السلطة الأمويّة، وبعد الإجحاف الذي طالهم، إثر دورهم الرئيسيّ في فتح الأندلس، وفي تثبيت