ان ديكارت ميتافيزيائيا عظيم الطاقة ولكنه لم يكن اخلاقيا مجددا ، وذلك على الأقل فيما يتعلق بقواعد الحياة التي اقترحها علينا والتي نجدها معروضة في (مقالة المنهج التي وضعها عام1637) فهذه القواعد مزيج من البراغماتية التقليدية ( اطاعة قوانين واعراف بلادي ... إلخ) والوحي الرواقي ( الثبات في الآراء ما أن يتم تبنيها وحتى لو لم تكن مؤكدة بشكل كامل [ أن احاول دائما تغيير رغباتي بالاحرىعوضا عن تغيير نظام العالم] ) غير أن هذه القواعد لم تتصد لأن تكون أكثر من اقؤال اخلاقية ميتة بإنتظار الأخلاق النهائية التي كان ديكارت يأمل استنتاجها من علمه ومن ميتافيزيائه بعد اكتمالها ، ولكن هذه الأخلاق التتويجية ( التي لم يتح له سوى رسم خطوطها البدائية في مراسلاته وفي كتاب الأهواء) تلتقي بشكل متطابق تقريبا مع تعاليم "مقالة المنهج" سوى انها تستند في هذه المرة إلى مفهوم عقلي عن الإنسان . من المعلوم أن الإنسان يبدو لديكارت مؤلفا من "آله" حياتية- بيولوجية - ومن "جوهر مفكر" منفعل بالنسبة لبعض وظائفه ( الهواء ، الإحساسات ، ...... ) ، ولكنه فاعل من حيث كونه ارادة ( قدرة لا متناهية على اعطاء أو رفض تحبيذنا) ، ويسود بين هذه "الروح" وذلك الجسد تفاعل مستمر أو "وحدة" شاملة إلا انها مستعصية بشكل عميق على الإدراك . وبنتيجة ذلك فإن الأخلاق ، وهي ليست فن القضاء على "الأهواء" كالإعجاب والحب والحقد ، بل فن استخدامها لجل تدعيم الأفكار والسلوكيات الملائمة للفرد ، تجد نفسها أي الأخلاق أمام طريقين : - التاثير على "الأهواء" عن طريق الجسد (نظرا لوجود تفاعل) وهذا مصدر الأهمية الأخلاقية للطب . - التأثير عليها عن طريق الإرادة [ " فإما أن تركز هذه اهتمام العقل على الأشياء المغايرة لتلك التي تولد الأهواء التي ينبغي القضاء عليها ، أو أن تجعل الجسد يتخذ مواقف تتنافر مع الهوى السيء ، أو أن تفيد من تداعي الأفكار لكي تحمل الهوى على تغيير موضوعه" كما قال "برييه" ] ، فتكون هذه الممارسة الحرة للإرادة في الواقع انقى الينابيع طراً "للإكتفاء" شريطة أن تتم الممارسة وفقا "للعقل" ... هذا العقل الذى يجب تعريفه ( وهذه بالطبع مسَلمة ديكارتية) بأنه : اتجاه نحو وعي يزداد وضوحا بإستمرار للمحل الذى يشغله الفرد في "الكل" ( الوطن ، الإنسانية ، الكون ، الإله ) ونحو عاطفة حب وطاعة للنظام الإلهي تزداد عقلانية بإستمرار ، وهذا مصدر سلوك "الكرم" ( بحسب تعبير ديكارت ) الذى يقوم على هجر كل مصلحة شخصية والخضوع الفعال بحبور "للعلوية الكاملة" التي يتوقف عليها العالم بأجمعه ، ويتفق ذلك فعليا ولكن بصورة عقلانية هذه المرة مع وجهة نظر الرواقية ومفهوم " التقبل" لديها .
الجزء الأول من القران: هذا الجزء مكون من ثمانية أرباع: - ربع الحزب الأول: يتكلم عن أصناف الناس وكأننا نستعرض الأصناف الموجودة على هذه الأرض والتي سيكلف أحدها بالإستخلاف. - الربع الثاني: أول تجربة إستخلاف على الأرض: آدم عليه السلام. - الربع الثالث إلى السابع: أمة استخلفها الله على هذه الأرض لمدة طويلة وفشلت في المهمة، بنو إسرائيل. - الربع الثامن والأخير: تجربة سيدنا إبراهيم عليه السلام الناجحة في الإستخلاف. تجربة سيدنا آدم تجربة تمهيدية تعليمية، وكانت المواجهة بين إبليس وسيدنا آدم عليه السلام لإعلان بداية مسؤولية سيدنا آدم وذريته عن الأرض. ثم بنو إسرائيل: نموذج فاشل، فهم أناس حملوا المسؤولية وفشلوا، وتستمر السورة في ذكر أخطائهم لا لشتمهم ولكن ليقال للأمة التي ستستخلف: تنبهي من الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيها الأمة التي قد سبقت في الاستخلاف! وآخر ربع يضرب الله به المثل بالتجربة الناجحة لشخص جعله الله خليفة في الأرض وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام. ويكون الترتيب هذا منطقياً، فبدأَ بآدم التجربة الأولى وختم بالتجربة الناجحة لرفع المعنويات وبينهم التجربة الفاشلة، للت
تعليقات
إرسال تعليق