يعتمد المسلمون منذ الايام الاولى لنشأة هذا الدين العظيم على مصدرين اساسيين للتشريع , ليس عبثا اواجتهادا من شخص او فئة بل استنادا إلى الكلام المنزل وطاعة لله وتقربا اليه بطاعته . المصدر الاول هو القران الكريم :الكتاب السماوي المعجز الذي لم يتغير فيه حرف منذ 1400سنةلانه منقول بالتواتر ومعناه انه رواه جمع عن جمع عن جمع يستحيل تواطؤهم واتفاقهم على الكذب على رسول الله الله صلى الله عليه وسلم .تعريف القرآن(هو كلام الله تعالى المنزل على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة الملك جبريل عليه السلام والمعجز بلفظه والمتعبد بتلاوته والمنقول بالتواتر بلسان عربي مبين والمبدوء بسورةالفاتحة والمختوم بسورة الناس والذي لم يستطع العرب اهل البلاغة والادب ان يجاروه في كماله اللغوي والبلاغي .ولم يستطع اهل العلم في كل الارض ان يكتشفوا كل الاسرار العلمية التي يحتويها او يشير إلى وجودها.والمصدر الثاني هو السنة النبوية المطهرة التي اشتملت على اقوال وافعال وموافقات(تقرير ) النبي محمد على امور حصلت امامه. وايضا بنص القران وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْه ُفَانتَهُوا الحشر : 7، وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا الأحزاب : 36 وايضا مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً النساء : 80. هذا الاساس المتين عصم الاسلام والمسلمين إلى حد بعيد من الانزلاق في متاهات تبدأ بسيطة وتنتهي بتحريف الدين. هذا من جانب والجانب الايجابي الاخر انه مكن اي شخص مسلم لديه العقل النير من الاطلاع على أهم اسس العقيدة والايمان مادامت معروضة امامه بدون تدخل مؤثر او تحريف بين ( وهذا الامر خاص بالسنة النبوية لان القرآن الكريم عصم من التحريف). طبعا توجد مصادر تشريع اخرى في الاسلام تستمد جذورها واصولها من المصدرين اعلاه افاض فيها علماء الاسلام بحثا وتوجيها [1]. ولكننا في هذا المقال نحاول الحديث عن الكليات التي يتشرب بها العقل الانساني السليم وتتقبلها الفطرة البشرية بشغف. واهم ركن في التشريع الاسلامي ان لااحد يستطيع ان يشرع عبادة للمسلمين بعد وفاة الرسول الذي قال (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها الاهالك). وهذه من الحكم البليغة للدين الاسلامي التي اعطت العبادات قدسية تتجاوز قابليات البشر وادراكهم وحدود اجتهادهم .فانحصرت جهود العلماء والمفكرين والدعاة والمتكلمين في مجال المعاملات والتفسير والسير والترغيب والترهيب .لان الرسول قد اخبر في حديثه المشهور إلى ابن عباس ( ياغلام اني اعلمك كلمات .... رفعت الاقلام وجفت الصحف ). فالعقل الانساني مهما بلغ من الشمول والاتقاد لن يستطيع عبور حاجز الغيبيات الا بالقدر الضئيل وبهذا فلن نعرف ابدا الحكمة الالهية الخفية وراء جعل العبادات بهذه الاشكال ولتلك الفترات وبتلك المواعيد وفي اماكن بعينها . بل علينا الاستجابة والطاعة واستنباط بعض اللطائف والومضات الايمانية منها.
الجزء الأول من القران: هذا الجزء مكون من ثمانية أرباع: - ربع الحزب الأول: يتكلم عن أصناف الناس وكأننا نستعرض الأصناف الموجودة على هذه الأرض والتي سيكلف أحدها بالإستخلاف. - الربع الثاني: أول تجربة إستخلاف على الأرض: آدم عليه السلام. - الربع الثالث إلى السابع: أمة استخلفها الله على هذه الأرض لمدة طويلة وفشلت في المهمة، بنو إسرائيل. - الربع الثامن والأخير: تجربة سيدنا إبراهيم عليه السلام الناجحة في الإستخلاف. تجربة سيدنا آدم تجربة تمهيدية تعليمية، وكانت المواجهة بين إبليس وسيدنا آدم عليه السلام لإعلان بداية مسؤولية سيدنا آدم وذريته عن الأرض. ثم بنو إسرائيل: نموذج فاشل، فهم أناس حملوا المسؤولية وفشلوا، وتستمر السورة في ذكر أخطائهم لا لشتمهم ولكن ليقال للأمة التي ستستخلف: تنبهي من الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيها الأمة التي قد سبقت في الاستخلاف! وآخر ربع يضرب الله به المثل بالتجربة الناجحة لشخص جعله الله خليفة في الأرض وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام. ويكون الترتيب هذا منطقياً، فبدأَ بآدم التجربة الأولى وختم بالتجربة الناجحة لرفع المعنويات وبينهم التجربة الفاشلة، للت
تعليقات
إرسال تعليق