رئيسُ جمعية سوس العالمة، إبراهيم بوغضن، قالَ إنّ الحركتيْن الأمازيغية والإسلامية معاً في تصاعُد، موضحا أنّ ذلك يستدعي إقامة قنوات للحوار بيْنهما لفهْم أعمقَ للعلاقة بيْنهما، ولتلافي أيّ صدام محتمل بيْنهما في المستقبل، وأضاف أنّ الحركتيْن الأمازيغية والإسلامية في المغرب مرّتا، خلال الخمسين سنة الماضية، من مرحلتيْن، اتّسمت الأولى، والتي امتدّت من السبعينيات إلى أواسط التسعينيات، بالتعايش والحوار، وتميّزت الثانية بالمُفاصلة والصراع.
وفي الوقْت الذي تُوجَّه اتهامات إلى نشطاء الحركة الأمازيغية بـ"معاداة الإسلام"، لدعْوة عدد من المنظمات المُكوّنة لها إلى اعتماد العَلمانية، وفصْل الدين عن الدولة، قالَ بوغضن، وهو عُضْو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنيمة وكاتبُه الإقليمي بتيزنيت، إنّ البُعْد الديني كانَ حاضرا دائما لدى الأمازيغ، حتّى حينَ كانت الديانة المسيحية هي الطاغية في بلاد تامْزغا، غيْر أنّه أشار إلى أنّ المسيحية لم تستطع أن تتوغّل في صفوف الأمازيغ كما حصل مع الديانة الإسلامية، وكذلك الشأن بالنسبة لليهودية.
وقال بوغضن إنّ الأمازيغ في لحظة مفصليّة من التاريخ اقتنعوا بالإسلام، وكان اعتناقُهم له "اختيارا جماعيا للشعب الأمازيغي"، وتابَع أنّ الأمازيغ تلقفوا الديانة الإسلامية، وأوصلوها إلى أوربا وحتّى حدود السودان، "وبالتالي لا يجب اعتبار هذه القضية جُزئية عندَ مناقشة الهوية، لأنّنا عندما نقتنع بها سندرك المكانة التي للإسلام كثابت من ثواب الأمازيغ في لحظة من لحظات تاريخهم"، يقول المتحدّث.
وفي مقابل دعْوته إلى فتْح قنوات للحوار بين الحركة الإسلامية والحركة الأمازيغية، وردْم الهُوّة بينهما، أكّد بوغضن أنّ "العداوة ثابتة بين الحركة الأمازيغية المعاصرة والحركة القومية العربية"، وأوضح قائلا "فالذي ذبحَ الأمازيغ في مصرَ هو نظام جمال عبد الناصر القومي، والذي ذبح الأمازيغ في العراق هو نظام حزب البعث، وكذلك الشأن في سوريا، وذبَحهم في ليبيا نظام القذافي الذي كان زعيما للقومية العربية"؛ واعتبر المتحدث أن "القومية العربية هي العدوُّ الأكبر للحركة الأمازيغية المعاصرة".
من جهته دعا الناشط الأمازيغي أبو بكر أونغير إلى عدم الخلْط بيْن مجاليْ اشتغال الحركتيْن، الإسلامُ والأمازيغية، لكوْن الإسلام ديناَ والأمازيغية لغة، موضحا أن الحَركتيْن الإسلامية والأمازيغية كان بيْنهما تعاون، ولا يمكن إلا التحالف معهم (الإسلاميون)، من أجل مصلحة الوطن، لأنّ ما يجعهما أكثرُ مما يفرّقهما"، يقول أونغير؛ غيْر أنّه أشار إلى وجود "بعض النقاط الخلافية" بين الطرفين، لافتا في هذا الصدد إلى موقف حزب العدالة والتنمية من ترسيم اللغة الأمازيغية لغة رسمية في دستور 2011.
وفي نقْده للحركتيْن الإسلامية والأمازيغية، اللتيْن قال إنهما تأسّستا بناء على "ردّ فعْل"، قالَ أونغير إنّهما تفتقران إلى مشروع اقتصادي، وهو ما اعتبره "مشتركا سلبيّا" بين الحركتيْن، مشيرا في هذا الصدد إلى تجربة إسلاميي حزب العدالة والتنمية في الحكومة، قائلا الحكومة تقوم بـ"La gestion crédit" لأنها لا تتوفّر على إبداع، وأضاف أنّ القاسم المشترك الثاني بين الحركتيْن هو أنّ لديْهما خطابا "هجوميّا" يُستعمل في ردّ العل، ولكنهما تفتقران إلى خطاب "للبناء الداخلي
تعليقات
إرسال تعليق