التخطي إلى المحتوى الرئيسي

القومية العربية اكبر عدو للحركة الامازيغية الحديتة


بوغضن: القومية العربية أكبرُ عدوّ للحركة الأمازيغية المعاصرة
في الوقت الذي لا تنْظرُ فيه الحركة الأمازيغية بعيْن الرضا إلى موقف حزب العدالة والتنمية، ذي المرجعيّة الإسلامية، فيما يتعلّق بتعاطيه مع ملفات الهوية الأمازيغية، خصوصا موقفه المتحفظ من ترسيمها لغتة رسمية إبّان النقاش الذي سادَ فترة إعداد دستور 2011، وعدم تفعيل الحكومة التي يقودها ذات التنظيم للقانونين التنظيميين للأمازيغية، ناقش باحثون أمازيغ، في ندوة نظمْتها مجلة "أدليس"، علاقة الحركة الأمازيغية بالحركة الإسلامية في المغرب.
رئيسُ جمعية سوس العالمة، إبراهيم بوغضن، قالَ إنّ الحركتيْن الأمازيغية والإسلامية معاً في تصاعُد، موضحا أنّ ذلك يستدعي إقامة قنوات للحوار بيْنهما لفهْم أعمقَ للعلاقة بيْنهما، ولتلافي أيّ صدام محتمل بيْنهما في المستقبل، وأضاف أنّ الحركتيْن الأمازيغية والإسلامية في المغرب مرّتا، خلال الخمسين سنة الماضية، من مرحلتيْن، اتّسمت الأولى، والتي امتدّت من السبعينيات إلى أواسط التسعينيات، بالتعايش والحوار، وتميّزت الثانية بالمُفاصلة والصراع.
وفي الوقْت الذي تُوجَّه اتهامات إلى نشطاء الحركة الأمازيغية بـ"معاداة الإسلام"، لدعْوة عدد من المنظمات المُكوّنة لها إلى اعتماد العَلمانية، وفصْل الدين عن الدولة، قالَ بوغضن، وهو عُضْو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنيمة وكاتبُه الإقليمي بتيزنيت، إنّ البُعْد الديني كانَ حاضرا دائما لدى الأمازيغ، حتّى حينَ كانت الديانة المسيحية هي الطاغية في بلاد تامْزغا، غيْر أنّه أشار إلى أنّ المسيحية لم تستطع أن تتوغّل في صفوف الأمازيغ كما حصل مع الديانة الإسلامية، وكذلك الشأن بالنسبة لليهودية.
وقال بوغضن إنّ الأمازيغ في لحظة مفصليّة من التاريخ اقتنعوا بالإسلام، وكان اعتناقُهم له "اختيارا جماعيا للشعب الأمازيغي"، وتابَع أنّ الأمازيغ تلقفوا الديانة الإسلامية، وأوصلوها إلى أوربا وحتّى حدود السودان، "وبالتالي لا يجب اعتبار هذه القضية جُزئية عندَ مناقشة الهوية، لأنّنا عندما نقتنع بها سندرك المكانة التي للإسلام كثابت من ثواب الأمازيغ في لحظة من لحظات تاريخهم"، يقول المتحدّث.
وفي مقابل دعْوته إلى فتْح قنوات للحوار بين الحركة الإسلامية والحركة الأمازيغية، وردْم الهُوّة بينهما، أكّد بوغضن أنّ "العداوة ثابتة بين الحركة الأمازيغية المعاصرة والحركة القومية العربية"، وأوضح قائلا "فالذي ذبحَ الأمازيغ في مصرَ هو نظام جمال عبد الناصر القومي، والذي ذبح الأمازيغ في العراق هو نظام حزب البعث، وكذلك الشأن في سوريا، وذبَحهم في ليبيا نظام القذافي الذي كان زعيما للقومية العربية"؛ واعتبر المتحدث أن "القومية العربية هي العدوُّ الأكبر للحركة الأمازيغية المعاصرة".
من جهته دعا الناشط الأمازيغي أبو بكر أونغير إلى عدم الخلْط بيْن مجاليْ اشتغال الحركتيْن، الإسلامُ والأمازيغية، لكوْن الإسلام ديناَ والأمازيغية لغة، موضحا أن الحَركتيْن الإسلامية والأمازيغية كان بيْنهما تعاون، ولا يمكن إلا التحالف معهم (الإسلاميون)، من أجل مصلحة الوطن، لأنّ ما يجعهما أكثرُ مما يفرّقهما"، يقول أونغير؛ غيْر أنّه أشار إلى وجود "بعض النقاط الخلافية" بين الطرفين، لافتا في هذا الصدد إلى موقف حزب العدالة والتنمية من ترسيم اللغة الأمازيغية لغة رسمية في دستور 2011.
وفي نقْده للحركتيْن الإسلامية والأمازيغية، اللتيْن قال إنهما تأسّستا بناء على "ردّ فعْل"، قالَ أونغير إنّهما تفتقران إلى مشروع اقتصادي، وهو ما اعتبره "مشتركا سلبيّا" بين الحركتيْن، مشيرا في هذا الصدد إلى تجربة إسلاميي حزب العدالة والتنمية في الحكومة، قائلا الحكومة تقوم بـ"La gestion crédit" لأنها لا تتوفّر على إبداع، وأضاف أنّ القاسم المشترك الثاني بين الحركتيْن هو أنّ لديْهما خطابا "هجوميّا" يُستعمل في ردّ العل، ولكنهما تفتقران إلى خطاب "للبناء الداخلي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مختصر تفسير الحزب الأول... سورة البقرة الجزء الأول

الجزء الأول من القران: هذا الجزء مكون من ثمانية أرباع: - ربع الحزب الأول: يتكلم عن أصناف الناس وكأننا نستعرض الأصناف الموجودة على هذه الأرض والتي سيكلف أحدها بالإستخلاف. - الربع الثاني: أول تجربة إستخلاف على الأرض: آدم عليه السلام. - الربع الثالث إلى السابع: أمة استخلفها الله على هذه الأرض لمدة طويلة وفشلت في المهمة، بنو إسرائيل.  - الربع الثامن والأخير: تجربة سيدنا إبراهيم عليه السلام الناجحة في الإستخلاف.  تجربة سيدنا آدم تجربة تمهيدية تعليمية، وكانت المواجهة بين إبليس وسيدنا آدم عليه السلام لإعلان بداية مسؤولية سيدنا آدم وذريته عن الأرض. ثم بنو إسرائيل: نموذج فاشل، فهم أناس حملوا المسؤولية وفشلوا، وتستمر السورة في ذكر أخطائهم لا لشتمهم ولكن ليقال للأمة التي ستستخلف: تنبهي من الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيها الأمة التي قد سبقت في الاستخلاف! وآخر ربع يضرب الله به المثل بالتجربة الناجحة لشخص جعله الله خليفة في الأرض وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام. ويكون الترتيب هذا منطقياً، فبدأَ بآدم التجربة الأولى وختم بالتجربة الناجحة لرفع المعنويات وبينهم التجربة الفاشلة، للت
"ميسرة المطغريّ" (أو المدغريّ) بطلٌ أمازيغيٌّ، رفض الانصياع للعرب الفاتحين، ما جعلهم يصفونه في كتب تاريخهم بالحقير، والخفير، والفقير، والسقّاء. ولربّما ترجع هذه الألقاب إلى كون "ميسرة" ينحدر من عائلةٍ فقيرةٍ، وأنّ أباه، أو هو نفسه كان سقّاءً يبيع الماء في الأسواق (E. L?vi-Proven?al). وقد أجمع أكثر المؤرّخين (العرب طبعاً) على تلقيب ميسرة بـ "الحقير"، على الرغم من أنّه لم يكن في حياته حقيراً؛ فقد كان ـ كما يقول ابن خلدون ـ شيخ قبيلته والمقدّم فيها؛ وكان من خوارج المغرب الصفريّة، من مدغرة أو (مطغرة)، وهي بطنٌ من زناتة. كما كان من أتباع المهلّب بن أبي صفرة (أو من أتباع زياد بن أبي صفرة). وفي العودة إلى الوقائع التاريخيّة، نجد أنّ الظلم الأمويّ كان من الأسباب المهمّة في بحث المسلمين عموماً عن أفكارٍ ثوريّةٍ تُشرّع لهم مواجهة الظّلم والتعصّب القوميّ والقبائليّ، وهو ما تُظهره تجربة البربر في الغرب، حين مالوا إلى الفكر الخارجيّ، بعد معاناةٍ طويلةٍ مع السلطة الأمويّة، وبعد الإجحاف الذي طالهم، إثر دورهم الرئيسيّ في فتح الأندلس، وفي تثبيت