التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المغرب وصلاة الاستسقاء .. البركة والدهاء وأشياء أخرى

كثيرون يربطون بالإعلان عن إقامة صلاة الاستسقاء بالمغرب وبين هطول الأمطار أياما قليلة بعدها في البلاد، بعد أن تكون قلوب الناس خاصة الفلاحين قد بلغت الحناجر خشية حدوث الجفاف، بشيء من مكر السياسة ودهاء الدين، فيما آخرون يجدون السر في "بركة" ملوك المغرب.
وكان المغرب خلال السنوات الماضية، قبيل الاستقلال وحتى بعده بقليل، يشهد إقامة صلاة الاستسقاء في ربوع المملكة، لكن الذي كان يدعو إليها هم الفقهاء وأئمة المساجد، إلى أن صار الإعلان عن موعد أداء صلاة الاستسقاء من "اختصاص" أمير المؤمنين في البلاد.
ويتذكر البعض كيف كان يأمر الملك الراحل الحسن الثاني بإقامة صلاة الاستسقاء، وخاصة في بداية ومنتصف الثمانينيات، وأيضا في التسعينيات من القرن الماضي، وكيف كانت بشائر الخير تهل على البلاد بالأمطار الوافرة أياما قليلة فقط بعد أداء تلك الصلاة.
وينقسم المغاربة إزاء هذه الملاحظة إلى قسمين، الأول يرى أن الأمر يتعلق بدهاء خاص من الملك الراحل، والذي كان يعتمد على تقارير الأرصاد الجوية بوصول سبح كثيفة محملة بمياه الأمطار، قبل أن يأمر بإقامة صلاة الاستسقاء طلبا للغيث، حتى إذا أمطرت السماء قيل إن السبب هو الملك وما يتمتع به من بركة وقبول.
أما آخرون فيؤكدون أن الملك باعتباره سليل الدوحة النبوية الشريفة، فإنه مستجاب الدعاء خاصة في ظروف الشدة متمثلة في القحط والجفاف، بدليل أن الرسول عليه الصلاة والسلام سبق له أن عمد إلى إقامة صلاة الاستسقاء يطلب الغيث من الله، فلم تمر أيام حتى انفرجت أسارير السماء.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مختصر تفسير الحزب الأول... سورة البقرة الجزء الأول

الجزء الأول من القران: هذا الجزء مكون من ثمانية أرباع: - ربع الحزب الأول: يتكلم عن أصناف الناس وكأننا نستعرض الأصناف الموجودة على هذه الأرض والتي سيكلف أحدها بالإستخلاف. - الربع الثاني: أول تجربة إستخلاف على الأرض: آدم عليه السلام. - الربع الثالث إلى السابع: أمة استخلفها الله على هذه الأرض لمدة طويلة وفشلت في المهمة، بنو إسرائيل.  - الربع الثامن والأخير: تجربة سيدنا إبراهيم عليه السلام الناجحة في الإستخلاف.  تجربة سيدنا آدم تجربة تمهيدية تعليمية، وكانت المواجهة بين إبليس وسيدنا آدم عليه السلام لإعلان بداية مسؤولية سيدنا آدم وذريته عن الأرض. ثم بنو إسرائيل: نموذج فاشل، فهم أناس حملوا المسؤولية وفشلوا، وتستمر السورة في ذكر أخطائهم لا لشتمهم ولكن ليقال للأمة التي ستستخلف: تنبهي من الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيها الأمة التي قد سبقت في الاستخلاف! وآخر ربع يضرب الله به المثل بالتجربة الناجحة لشخص جعله الله خليفة في الأرض وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام. ويكون الترتيب هذا منطقياً، فبدأَ بآدم التجربة الأولى وختم بالتجربة الناجحة لرفع المعنويات وبينهم التجربة الفاشلة، للت
"ميسرة المطغريّ" (أو المدغريّ) بطلٌ أمازيغيٌّ، رفض الانصياع للعرب الفاتحين، ما جعلهم يصفونه في كتب تاريخهم بالحقير، والخفير، والفقير، والسقّاء. ولربّما ترجع هذه الألقاب إلى كون "ميسرة" ينحدر من عائلةٍ فقيرةٍ، وأنّ أباه، أو هو نفسه كان سقّاءً يبيع الماء في الأسواق (E. L?vi-Proven?al). وقد أجمع أكثر المؤرّخين (العرب طبعاً) على تلقيب ميسرة بـ "الحقير"، على الرغم من أنّه لم يكن في حياته حقيراً؛ فقد كان ـ كما يقول ابن خلدون ـ شيخ قبيلته والمقدّم فيها؛ وكان من خوارج المغرب الصفريّة، من مدغرة أو (مطغرة)، وهي بطنٌ من زناتة. كما كان من أتباع المهلّب بن أبي صفرة (أو من أتباع زياد بن أبي صفرة). وفي العودة إلى الوقائع التاريخيّة، نجد أنّ الظلم الأمويّ كان من الأسباب المهمّة في بحث المسلمين عموماً عن أفكارٍ ثوريّةٍ تُشرّع لهم مواجهة الظّلم والتعصّب القوميّ والقبائليّ، وهو ما تُظهره تجربة البربر في الغرب، حين مالوا إلى الفكر الخارجيّ، بعد معاناةٍ طويلةٍ مع السلطة الأمويّة، وبعد الإجحاف الذي طالهم، إثر دورهم الرئيسيّ في فتح الأندلس، وفي تثبيت