التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المغاربة يعيشون حياة على أسس علمانية

الاغلبية الساحقة من المغاربة يعيشون حياتهم على اساس علماني، بقي فقط ان تطبق تلك العلمانية في الميدان السياسي و يفصل الملك نفسه عن الدين، و اذا اراد ان يبقى امير المؤمنين و يهتم بالدين فعليه ان يتنحى عن رئاسة و قيادة الدولة او يتخلى عن معظم صلاحياته ان لم نقل كلها لصالح الحكومة و المؤسسات و يبقى هو رمز السيادة، اي يسود و لا يحكم، اما الان فالقانون لا يحمي الاقليات الدينية كالمسيحيين و اللادينيين، الذين يتعرضون للابتزاز و التهديد و الممضايقات، فالمسيحي لا يستطيع الذهاب للكنيسة بحرية او الفصح عن معتقده امام الاخرين، مع الاخذ بعين الاعتبار انه ليس هناك كنائس بالبلد باستثناء واحدة و هي خاوية على عروشها ليس لان ليس هناك من يزورها بل بسبب الخوف و المضايقات.


بالنسبة للادينيين فالقانون لا يحميهم ايضا، خصوصا في رمضان حيت تمنعهم الدولة من الاكل و الشرب في الاماكن العامة و يتضح ذلك جليا في القانون الجنائي، و يعتقلونهم، و في بوابة المغرب نحو العالم المتمثلة في الاعلام يضع شعارات حقوق الانسان .. لكن الواقع دائما مختلف، فمن حق الانسان ان يعتقد بما يشاء دون ضغط او قيود او مضايقات من الاخرين، و العجيب ان الدولة تهدد من يأكل رمضان و تفرض عليه عقوبات و لا تهدد من ترك الصلاة، فنسبة مهمة من المغاربة حتى المسلمين منهم لا يصلون اصلا الا نادرا، فلماذا لا تقف عليهم السلطات يوم الجمعة وتعتقلهم لانهم لم يصلو في المسجد او لما لا تفرض حظر التجوال اثناء الصلاة ؟ و هكذا نتحول الى دولة دينية اسلامية مؤمنة 100% !
و هناك من يقول ان الذي يأكل رمضان يجرح مشاعره، و هذا غير مفهوم، لكن الواقع انه لا يجرح مشاعره بشيء، بل الذي لم يستوعبه هو وجود اناس اخرين لا يؤمنون بدينه او تحررو من السلطة الدينية، كما ان هذا يكشف ان "ايمان" صاحبنا الذي "جرحت مشاعره" ايمان مزيف و ليس ايمان حقيقي، لان المؤمن الحقيقي هو الذي لا يتزعزه ايمانه حتى ان شهد الاخر يأكل امامه، لانه لا يهمه الاخر و بماذا يؤمن بقدر ما تهمه العلاقة بينه و ربه، علاقة روحانية خالصة لا تكترث للاخر. هذا هو المعنى الحقيقي للايمان، لكن السبب في التفوه لا شعوريا و التعبير عن جرح المشاعر لذى المواطن هو الثقافة التي رباها الدين في عقولنا و نفوسنا و كذلك بسبب الدروس التي تعطى في المساجد، التي تدعو الى نبد الاخر و الدعوة له بالهلاك و غيرها. و لماذا المسلمون في اوربا مثلا او في اي بلد حداثي متقدم لا يشعرون بالاهانة او تجرح مشاعرهم في رمضان اثناء مشاهدتهم للاخرين يأكلون و يشربون.. ؟ تجدهم لا يكترتون و يستوعبون انه من حقهم الصيام و الاخر من حقه الاكل و الشرب في اي وقت و في اي مكان. المشكل عند المسلم الذي يعيش داخل "البلدان الاسلامية"
و نفس الشعوب (الاسلامية) تريد التغيير، و هي لم تبدأ بعد بوضع الاسس لذلك التغيير، و تلك الاسس تبدأ من عمق المجتمع، عن طريق تربية الفرد على الكرامة و الحرية و تقبل الاخر و التعاون و غيرها ... فلا تكونو اشرار في المجتمعات التي تكونون فيها اغلبية ! لان ذلك الشر يؤثر فيكم سلبيا قبل اي شخص اخر، هاهي السعودية تطبق الدين، و من صوت على ذلك ؟ انهم المواطنون السعوديون المسلمون، من يعاني الان ممن صوتو لهم و يحكمون بالسلطة الدينية ؟ انهم كذلك نفس المواطنون السعوديون .. هي التي صرخت في الشارع و طالبت باستعمال السلطة الدينية، و حملت القران في يدها و تصرخ .. لقد حكمو بالسلطة الدينية و تحققها حلمها.. انها الان تعاني و يمنعونها من قيادة السيارة و الخروج من المنزل يتطلب منها مرافقة والي الامر اي الزوج او الاخ، و يستحمرونها امام الرجل و الحقيقة انها ستكون عاقلة و واعية اكثر من زوجها ! و هي نفسها التي تعاني من جرائم الشرف و سلبوها حريتها باسم الدين.
هل تفهمون قصدي ؟ ان المتضرر الاول و الاخير من استخدام السلطة الدينية، ليسو هم العلمانيين او المسيحيين او الادينيين او غير المسلمين عامة... بل هم المسلمون خصوصا الذي يريدون الحكم الديني ! أما نحن العلمانيين فنسعى فقط لتحريركم من الاخطبوط الذي سيطر على المجتمعات الاسلامية.. فليست هناك اي دولة اسلامية ناجحة، و ان نجحت نسبيا فهي لم تعد اسلامية بل علمانية تؤمن بالحرية و تكفلها و تضمن كل الحقوق.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مختصر تفسير الحزب الأول... سورة البقرة الجزء الأول

الجزء الأول من القران: هذا الجزء مكون من ثمانية أرباع: - ربع الحزب الأول: يتكلم عن أصناف الناس وكأننا نستعرض الأصناف الموجودة على هذه الأرض والتي سيكلف أحدها بالإستخلاف. - الربع الثاني: أول تجربة إستخلاف على الأرض: آدم عليه السلام. - الربع الثالث إلى السابع: أمة استخلفها الله على هذه الأرض لمدة طويلة وفشلت في المهمة، بنو إسرائيل.  - الربع الثامن والأخير: تجربة سيدنا إبراهيم عليه السلام الناجحة في الإستخلاف.  تجربة سيدنا آدم تجربة تمهيدية تعليمية، وكانت المواجهة بين إبليس وسيدنا آدم عليه السلام لإعلان بداية مسؤولية سيدنا آدم وذريته عن الأرض. ثم بنو إسرائيل: نموذج فاشل، فهم أناس حملوا المسؤولية وفشلوا، وتستمر السورة في ذكر أخطائهم لا لشتمهم ولكن ليقال للأمة التي ستستخلف: تنبهي من الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيها الأمة التي قد سبقت في الاستخلاف! وآخر ربع يضرب الله به المثل بالتجربة الناجحة لشخص جعله الله خليفة في الأرض وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام. ويكون الترتيب هذا منطقياً، فبدأَ بآدم التجربة الأولى وختم بالتجربة الناجحة لرفع المعنويات وبينهم التجربة الفاشلة، للت
"ميسرة المطغريّ" (أو المدغريّ) بطلٌ أمازيغيٌّ، رفض الانصياع للعرب الفاتحين، ما جعلهم يصفونه في كتب تاريخهم بالحقير، والخفير، والفقير، والسقّاء. ولربّما ترجع هذه الألقاب إلى كون "ميسرة" ينحدر من عائلةٍ فقيرةٍ، وأنّ أباه، أو هو نفسه كان سقّاءً يبيع الماء في الأسواق (E. L?vi-Proven?al). وقد أجمع أكثر المؤرّخين (العرب طبعاً) على تلقيب ميسرة بـ "الحقير"، على الرغم من أنّه لم يكن في حياته حقيراً؛ فقد كان ـ كما يقول ابن خلدون ـ شيخ قبيلته والمقدّم فيها؛ وكان من خوارج المغرب الصفريّة، من مدغرة أو (مطغرة)، وهي بطنٌ من زناتة. كما كان من أتباع المهلّب بن أبي صفرة (أو من أتباع زياد بن أبي صفرة). وفي العودة إلى الوقائع التاريخيّة، نجد أنّ الظلم الأمويّ كان من الأسباب المهمّة في بحث المسلمين عموماً عن أفكارٍ ثوريّةٍ تُشرّع لهم مواجهة الظّلم والتعصّب القوميّ والقبائليّ، وهو ما تُظهره تجربة البربر في الغرب، حين مالوا إلى الفكر الخارجيّ، بعد معاناةٍ طويلةٍ مع السلطة الأمويّة، وبعد الإجحاف الذي طالهم، إثر دورهم الرئيسيّ في فتح الأندلس، وفي تثبيت