التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الكاهنة من تونس .....موضوع امازيغي

الكاهنة من تونس
بظهور ما يسمى بداعش وتهديدها لدخول شمال إفريقيا و"فتحه" من جديد وإطلاقها الوعد والوعيد للسافرين وأهل الردة ومنهم ضمن القصودين الأمازيغ.
رجعت بالبحث في تركيبة المجتمع الأمازيغي القديم في مختلف مناطق تمازغا وماهية سر تماسك معظم مكوناته ونسيجه، من جبال نفوسة بليبيا إلى الأطلس المتوسط بالمغرب مرورا بتونس والجزائر، ووجدت للمرأة حضورا ودورا بارزا في تكافل وتماسك العائلة كنواة للمجتمع، ولم تنعت أبدا بالعورة بل كانت ملكة وفارسة ومحاربة وأم وزوجة، وأعتبرها في بعض المراحل تستحق أن أصف إياها بالمرأة الحديدية لإقتلاعها ثقة في الدول المختلفة بتمازغا كملكة، فمن تهينان ملكة الصحراء، إلى تيهيا وأريناس ونوميديا...
كلهن كن ندا للند مع الرجل في ساحات القتال ومختلف المجالات،وهو ما عكسه العرف الأمازيغي حيث لا يوجد منطق الإختلاف بين البنت والولد، فالأمازيغ شعب حر قلبا و قالبا.
المرأة في المجتمع الأمازيغي القديم كانت العمود الفقري للبيت، فلها المشورة في القرارت المصيرية للعائلة، وإليها يرجع النظر في كل ما يخص الأبناء وتربيتهم...
من هنا نستخلص دور المرأة الأمازيغية في محافظة على اللغة وتعليمها لأبنائها عبر العصور المتعاقبة، وفي هذا الإطار نشير ونذكر مجهود المرأة التارقية التى حافظت على لغة أمازيغية مكتوبة بالحروف الأمازيغية، وهذا يبين قيمة العلم لدى الأمازيغيات وتطور الإدراك المعرفي لديهن في العصور السابقة.
لذلك، وعلى الرغم من توافد العديد من الحضارات سواء بوسائل سلمية أو بالحروب، فدور المرأة الأمازيغية كان دائما كبيرا في المحافظة على كل الطقوس والعادات الأمازيغية، ودور المرأة الإيجابي في المجتمع الأمازيغي مرده إلى إطار المساواة الذي عاشت فيه جداتنا حتى قبل ظهور الأديان في ربوعنا.
ولعل الجدير بالذكر فيما يتعلق بالميراث مثلا، كون الأمازيغ القدامى يجعلونه مناصفة بين الذكر والأنثى، وهذا العرف أو العادة موجودة إلى اليوم في بعض القبائل بالجنوب التونسي، كما أن المراة الأمازيغية لا زالت مرجعا كأم في اتخاذ القرارات المصيرية للعائلة بعد موت الأب.


أختم وأقول أن المرأة في تمازغا ستكون رقما صعبا على الدواعش في تمازغا، فبنت الملكة لن تكون فريسة سهلة لأبناء الآمة وملك اليمين، ولن يقل نضال المرأة الأمازيغية ضد الإرهاب والتخلف والتزمت عن المرأة الكردية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مختصر تفسير الحزب الأول... سورة البقرة الجزء الأول

الجزء الأول من القران: هذا الجزء مكون من ثمانية أرباع: - ربع الحزب الأول: يتكلم عن أصناف الناس وكأننا نستعرض الأصناف الموجودة على هذه الأرض والتي سيكلف أحدها بالإستخلاف. - الربع الثاني: أول تجربة إستخلاف على الأرض: آدم عليه السلام. - الربع الثالث إلى السابع: أمة استخلفها الله على هذه الأرض لمدة طويلة وفشلت في المهمة، بنو إسرائيل.  - الربع الثامن والأخير: تجربة سيدنا إبراهيم عليه السلام الناجحة في الإستخلاف.  تجربة سيدنا آدم تجربة تمهيدية تعليمية، وكانت المواجهة بين إبليس وسيدنا آدم عليه السلام لإعلان بداية مسؤولية سيدنا آدم وذريته عن الأرض. ثم بنو إسرائيل: نموذج فاشل، فهم أناس حملوا المسؤولية وفشلوا، وتستمر السورة في ذكر أخطائهم لا لشتمهم ولكن ليقال للأمة التي ستستخلف: تنبهي من الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيها الأمة التي قد سبقت في الاستخلاف! وآخر ربع يضرب الله به المثل بالتجربة الناجحة لشخص جعله الله خليفة في الأرض وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام. ويكون الترتيب هذا منطقياً، فبدأَ بآدم التجربة الأولى وختم بالتجربة الناجحة لرفع المعنويات وبينهم التجربة الفاشلة، للت
"ميسرة المطغريّ" (أو المدغريّ) بطلٌ أمازيغيٌّ، رفض الانصياع للعرب الفاتحين، ما جعلهم يصفونه في كتب تاريخهم بالحقير، والخفير، والفقير، والسقّاء. ولربّما ترجع هذه الألقاب إلى كون "ميسرة" ينحدر من عائلةٍ فقيرةٍ، وأنّ أباه، أو هو نفسه كان سقّاءً يبيع الماء في الأسواق (E. L?vi-Proven?al). وقد أجمع أكثر المؤرّخين (العرب طبعاً) على تلقيب ميسرة بـ "الحقير"، على الرغم من أنّه لم يكن في حياته حقيراً؛ فقد كان ـ كما يقول ابن خلدون ـ شيخ قبيلته والمقدّم فيها؛ وكان من خوارج المغرب الصفريّة، من مدغرة أو (مطغرة)، وهي بطنٌ من زناتة. كما كان من أتباع المهلّب بن أبي صفرة (أو من أتباع زياد بن أبي صفرة). وفي العودة إلى الوقائع التاريخيّة، نجد أنّ الظلم الأمويّ كان من الأسباب المهمّة في بحث المسلمين عموماً عن أفكارٍ ثوريّةٍ تُشرّع لهم مواجهة الظّلم والتعصّب القوميّ والقبائليّ، وهو ما تُظهره تجربة البربر في الغرب، حين مالوا إلى الفكر الخارجيّ، بعد معاناةٍ طويلةٍ مع السلطة الأمويّة، وبعد الإجحاف الذي طالهم، إثر دورهم الرئيسيّ في فتح الأندلس، وفي تثبيت