التخطي إلى المحتوى الرئيسي


معنى الحياة بين الدين و العلم

إن السؤال عن معنى الحياة ؟ سؤال قديم جدا حاولت العديد من الشعوب و الحضارات الإجابة عنه، وظهور الأديان في حياة الإنسان بدأًْ بالأديان الوثنية و الأسطورية التي تأسست على العديد من الفلسفات بعضها شكل ثورة في تطور الوعي الإنساني كالفلسفلة اليونانية القديمة، ثم ظهور الأديان السماوية الإبراهيمية التي وضعت بدورها كما كبيرا من الفلسفات التي كانت تسعى الى تنظيم حيتة الإنسان ة تنظيم المجتمع و تسييره، أي انها كانت تحاول الإجابة عن "ما معنى الحياة؟" و بالتالي حددت الأديان الإبراهيمية (اليهودية، المسيحية، 
الإسلام) معنى الحياة بالنسبة للإنسان أي انها أجابت عن السؤال "لماذا أنا موجود (في هذا الكون)؟" عن طريق شرائعها و مبادئها التي تقول أن هناك إله - بغض النظر عن الدين الذي يؤمن بهذا الإله سواء كان "الله" في الإسلام او "الثالوث" في المسحية او "يهوه" في اليهودية - (أنا هناك إله) خلق الكون بما فيه من بلايين المجرات و النجوم و الكواكب و الأرض و الإنسان و باقي الكائنات و الموجودات، كل ما خلقه الله خلقه من أجل الإنسان فقط لخدمته، و يجب على الإنسان عبادة الله في الدينا (اي قبل الموت) و حسب الأديان الإبراهيمية (السموية) فإن الإنسان سيحاسب بعد الموت عن ما فعله في الدينا. كل أفعاله سواء كانت خيرة أم شريرة وبعدها يدخل الى الجنة او النار، حيث الجنة لمن عمل خيرا وحسناته أكثر من سيئاته، و النار أو جهنم لمن ارتكب الشرور مهما كان نوعها (بالإضافة الى كون الله يدخل الجنة من  يشاء و يدخل النار من يشاء)، أي ما يسمى بالثواب و العقاب. و هذا هو معنى الحياة بالنسبة للإنسان الذي يؤمن بأحد الأديان السماوية، أي ان الله يراقب و يتدخل في حياة الإنسان و كون هذا الأخير سيحاسب يوم القيامة على أفعاله (الحياة بعد الموت).
والان سنأتي للحديث عن معنى الحياة من العلمية، فيرى معظم العلماء و الفلاسفة خاصة المعاصرين ان السؤال عن معنى الحياة غير وارد بالأساس، فعندما تسأل "ما معنى الحياة؟"  فإنك إفترضت مسبقا أن هناك "معنى" للحياة و الوجود يجب أن يجده. أي السؤال عن معنى الحياة سؤال فاسد، من ناحية أخرى فالعلم  يرى ان ما قدمته الأديان السموية فيما يخص الله و حياة الإنسان بعد الموت وو جود عالم ماورائي و قوة ميتافيزيقية (كالسحر و الجنة و النار و  الملائكة و الثواب و العقاب ...) كلها أمور لادليل عليها، فنحن لحد الىن لانعلم ما يحدث للإنسان بعد الموت و هل يبقى واعيا في عالم آخر ام لا. (فلم يسبق في تاريخ البشرية ان مات انسان مدة ثم عادة لنسأله).
فما قدمته الأديان أمور غيبية يرى العلم أنه لادليل عقلي او تجريبي عليها، و بالمقابل فكل ما نراه من حولنا مشكل (مكون) من الذرات و الطاقة (التي تكافئ المادة)، وجسم الإنسان من بينها مكون من بلايين الذرات.. بمجرد أن يموت  يتآكل جسمه و  يتحلل، مع مرور الزمن تفترق جزيئاته و تتبعثر في الهواء و الأرض.
فالوعي موجود ما دام الدماغ حي و يقوم بنشاطه مع باقي الجسم، و الدماغ يتكون من ملايين الذرات مجتمعة، بمجرد أن تفترق فلم يعد هناك معنى لكلمة "دماغ" و كلمة "الوعي"
وخلاصة هذا كله أن الإنسان متعدد الفلسفات و يختلف الوعي من انسان الى آخر، فكل شخص واعتقاداته و قناعاته. مهما كان المصدر او المرجع الذي يستمد منه الإنسان مبادئه و قيمه، فإنه لابد لهذه المبادئ و القيم أن تخدم حياته و المجتمع و الإنسانية بصفة عامة، وإن كان العكس فهي إذن قيم و مبادئ سلبية يجب التخلص منها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مختصر تفسير الحزب الأول... سورة البقرة الجزء الأول

الجزء الأول من القران: هذا الجزء مكون من ثمانية أرباع: - ربع الحزب الأول: يتكلم عن أصناف الناس وكأننا نستعرض الأصناف الموجودة على هذه الأرض والتي سيكلف أحدها بالإستخلاف. - الربع الثاني: أول تجربة إستخلاف على الأرض: آدم عليه السلام. - الربع الثالث إلى السابع: أمة استخلفها الله على هذه الأرض لمدة طويلة وفشلت في المهمة، بنو إسرائيل.  - الربع الثامن والأخير: تجربة سيدنا إبراهيم عليه السلام الناجحة في الإستخلاف.  تجربة سيدنا آدم تجربة تمهيدية تعليمية، وكانت المواجهة بين إبليس وسيدنا آدم عليه السلام لإعلان بداية مسؤولية سيدنا آدم وذريته عن الأرض. ثم بنو إسرائيل: نموذج فاشل، فهم أناس حملوا المسؤولية وفشلوا، وتستمر السورة في ذكر أخطائهم لا لشتمهم ولكن ليقال للأمة التي ستستخلف: تنبهي من الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيها الأمة التي قد سبقت في الاستخلاف! وآخر ربع يضرب الله به المثل بالتجربة الناجحة لشخص جعله الله خليفة في الأرض وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام. ويكون الترتيب هذا منطقياً، فبدأَ بآدم التجربة الأولى وختم بالتجربة الناجحة لرفع المعنويات وبينهم التجربة الفاشلة، للت
"ميسرة المطغريّ" (أو المدغريّ) بطلٌ أمازيغيٌّ، رفض الانصياع للعرب الفاتحين، ما جعلهم يصفونه في كتب تاريخهم بالحقير، والخفير، والفقير، والسقّاء. ولربّما ترجع هذه الألقاب إلى كون "ميسرة" ينحدر من عائلةٍ فقيرةٍ، وأنّ أباه، أو هو نفسه كان سقّاءً يبيع الماء في الأسواق (E. L?vi-Proven?al). وقد أجمع أكثر المؤرّخين (العرب طبعاً) على تلقيب ميسرة بـ "الحقير"، على الرغم من أنّه لم يكن في حياته حقيراً؛ فقد كان ـ كما يقول ابن خلدون ـ شيخ قبيلته والمقدّم فيها؛ وكان من خوارج المغرب الصفريّة، من مدغرة أو (مطغرة)، وهي بطنٌ من زناتة. كما كان من أتباع المهلّب بن أبي صفرة (أو من أتباع زياد بن أبي صفرة). وفي العودة إلى الوقائع التاريخيّة، نجد أنّ الظلم الأمويّ كان من الأسباب المهمّة في بحث المسلمين عموماً عن أفكارٍ ثوريّةٍ تُشرّع لهم مواجهة الظّلم والتعصّب القوميّ والقبائليّ، وهو ما تُظهره تجربة البربر في الغرب، حين مالوا إلى الفكر الخارجيّ، بعد معاناةٍ طويلةٍ مع السلطة الأمويّة، وبعد الإجحاف الذي طالهم، إثر دورهم الرئيسيّ في فتح الأندلس، وفي تثبيت