التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مانو داياك.. تشيغيفارا الأمازيغ

مانو داياك الشخصية الاكثر شهرة من بين زعماء الطوارق والامازيغ في العصر الحديث الذي القى سيطا محليا وعالميا حتى انني احيانا افضل أن أدعوه بتشقيفارا افريقيا.لقى حتفه إثر تحطم طائرة خاصة في شمال شرق جبال ادرار يوم الجمعة 15 ديسمبر 1995. 
قاد جبهة التحرير (ف ل ت) وهي وحدة ائتلافية بين مختلف المجموعات والجبهات المسلحة من الطوارق (سي آر أيه). صادف ان رفض داياك ورفاقه في نيسان / أبريل 1995 الموافقة على اتفاق السلام مع حكومة النيجر التي تم توقيعها من قبل (أورا) وهي تحالف آخر من الطوارق متفرغ من الجبهات الموحدة لتحرير تينيري(أزواد وأييار) الذي عارضه داياك ورفاقه بشدة وتمسكوا بخيار المقاومة والنضال كخيار لا بديل منه.
ولد دياك ونشأ في بيئة بدوية صحراوية في منطقة (تديين) في جنوب وسط مرتفعات أييار.تحصل على دبلوم من المدرسة الثانوية العامة في مدينة إغديز. وسرعان ما أصبح صديقا حميما للمتطوعيين مع فيلق السلام الأمريكي. درس اللغة الإنجليزية هناك ما بين الاعوام 1960 و 1970 كما عمل ولفترة وجيزة مع وكالة الولايات المتحدة الامريكية للتنمية الدولية (يو اس ايد) في نيامي مما اتاح له فرصة وشهرة لابائس بها في أوساط المجتمع الأميركي في النيجر في تلك الفترة. حصل من جامعة أنديانا الامريكية على درجة البكلوريوس في الفنون الشعبية. واثناء فترة وجوده في باريس لغرض الدراسة في جامعة السوربون التقى في وقت لاحق بأوديل الطالبة في قسم الانثروبولوجيا والتي تزوج منها فيما بعد. وبحلول منتصف الثمانينات اصبح لديه شركة سياحية(تيميت) التي أسسها هو وزوجته أوديل التي حققت نجاحا باهرا في وقت قصير جدا نظرا للادارة الجيدة والخبرة الواسعة اللتيين يحظا بهما الشهيد داياك وزوجته.التي ساعدت في خلق فرص عمل لعشرات من النيجريين والطوارق على حد سواء.كما جلب داياك من خلال شركته تلك للفنادق والمحال التجارية لدولة النيجيرالتي نكلت به وطعنه في الظهر إسهاما كبيرا من الناتج المحلي.

استشهد الشهيد وهو في طريقه لاجراء محادثات سلام مع رئيس وزراء النيجر في نيامي صحبة اثنين من زملاءه من الطوارق بالاضافة إلي صحفي فرنسي إثر تحطم طائرة من طراز سيسنا 337 التي تحطمت بعد وقت قصير من اقلاعها شرق جبال أييار النائية شمالي أغديز.لا يزال يعتقد القادة والمقربين من داياك من الطوارق والكثير من المحققيين الدوليين الذين حققوا في تلك الكارثة; انها مدبرة من قبل المخابرات الليبية والنيجيرية غير ان اصبع الاتهام تتجه أكثر نحو نظام القذافي الذي سبق وأن ارسل في طلبه ذات مرة للحضور إلي ليبيا ولكن الشهيد رفض دعوته تلك بشدة مما اغضب القذافي ونظامه المخابراتي. كما تقول بعض المصادر ان احد جناحي الطائرة قد ضرب شجرة او صخرة أثناء الإقلاع في الصحراء مما ادى الى تحطمها!.إن وفاة الشهيد رسمت مأساة وتركت جرح عميق ليس فقط على جبين شعبه فحسب، بل كانت كارثة على مستوى مسار المفاوضات وعملية السلام المزمعة ايضا. داياك الذي كان يجيد الفرنسية والانكليزية بطلاقة وذا تعليم جيد وعالي بالاضافة الى الدراية الكبيرة حول العلاقات الدولية والتكنولوجيا، حيث كان ايضا في موقع الرجل المناسب في المكان المناسب. كما كان يتحلى بقدرة فريدة من نوعها وخبرة واسعة هامة في إدارة وإنجاح مسار المفاوضات بالاضافة الى كونه ومضمة امل لشعبه المغلوب على امره. لم تكن مطالب داياك ورفاقه مطالب تعجيزية بل كانت مطالب شرعية وطبعيية لشعب اراد قسمة عادلة من الحياة الكريمة التي سلبت منه بكل ما تحمله الكلمة من معنى.إن عدم مصداقية وجدية كلا من حكومة النيجير ومالي في الالتزام ببنود الاتفاقيات المبرمة بينها وبين زعماء حركات الطوارق في عامي 1995/1994 والتي اتفق فيها الموقعون باعطاء الطوارق حقوقهم الشرعية التي تكمن في التمثيل الوظفي والجيش الوطني والمساواة في الرعاية الصحية والتعليم لسكان الشمال الذي تقطنه الغالبية الكبرى من بؤساء بدو الطوارق. غير ان تلك البنود وغيرها ليست سوى مجرد حبر جاف على ورق. مما دفع منو ورفاقه في التردد في الدخول في حقل مفاوضات جديدة مع تلك الحكومات مالم تحترم الاتفاقيات السابقة مع حكومات تنعت من يدافع عن حق العيش الكريم والمشروع بالخارجين عن القانون وهو االمصتطلح الذي جسد في قاموس كلا من النيجر وتؤمتها مالي لوصف ثوار الطوارق الى يومنا ! كما تقوم تلك الحكومات المتعنتة باطلاق العنان لقواتها الخاصة بقتل المدنين العزل الأبرياء بالاضافة إلى تسميم الابار وذبح قطعان الحيوانات على حد سواء
وفاة الشهيد مانو داياك:
هدد وجود الزعيم الأمازيغي مصالح الدول النيجر-مالي-الجزائرـليبيا- فرنسا ورأت بعض الأطراف في اغتيال الزعيم داياك حلا لأزمتها في المنطقة ولعب دور أكبر بعد القضاء على الزعيم الامازيغي في منطقة الصحراء الكبرى, ولإسكات طوارق النيجر وحرمان طوارق مالي من حليف قوي مات دياك بشكل مفاجئ في حادث تحطم طائرة داخلية من أكادز إلى العاصمة النيجيرية نيامي, ومات معه في نفس الطائرة اثنان من مساعديه وطيار نيجيري إضافة إلى صحفي فرنسي, ويعتقد على نطاق واسع أن النيجر أو فرنسا وراء عملية اغتياله . 
وأقامت قبائل النيجر عزاءا كبيرا يليق بعظماء التاريخ.
ترك الزعيم دياك رفاقا واعين مؤمنين بالقضية الأمازيغية ينهجون نهج زعيمهم الراحل وتظل قضية التوارق من أهم قضايا الحركة الأمازيغية سخونة, وينضم الشهيد مانو داياك إلى لائحة الشهداء الأمازيغ في شمال أفريقيا.
موسى أق ناجم أزاوي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مختصر تفسير الحزب الأول... سورة البقرة الجزء الأول

الجزء الأول من القران: هذا الجزء مكون من ثمانية أرباع: - ربع الحزب الأول: يتكلم عن أصناف الناس وكأننا نستعرض الأصناف الموجودة على هذه الأرض والتي سيكلف أحدها بالإستخلاف. - الربع الثاني: أول تجربة إستخلاف على الأرض: آدم عليه السلام. - الربع الثالث إلى السابع: أمة استخلفها الله على هذه الأرض لمدة طويلة وفشلت في المهمة، بنو إسرائيل.  - الربع الثامن والأخير: تجربة سيدنا إبراهيم عليه السلام الناجحة في الإستخلاف.  تجربة سيدنا آدم تجربة تمهيدية تعليمية، وكانت المواجهة بين إبليس وسيدنا آدم عليه السلام لإعلان بداية مسؤولية سيدنا آدم وذريته عن الأرض. ثم بنو إسرائيل: نموذج فاشل، فهم أناس حملوا المسؤولية وفشلوا، وتستمر السورة في ذكر أخطائهم لا لشتمهم ولكن ليقال للأمة التي ستستخلف: تنبهي من الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيها الأمة التي قد سبقت في الاستخلاف! وآخر ربع يضرب الله به المثل بالتجربة الناجحة لشخص جعله الله خليفة في الأرض وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام. ويكون الترتيب هذا منطقياً، فبدأَ بآدم التجربة الأولى وختم بالتجربة الناجحة لرفع المعنويات وبينهم التجربة الفاشلة، للت
"ميسرة المطغريّ" (أو المدغريّ) بطلٌ أمازيغيٌّ، رفض الانصياع للعرب الفاتحين، ما جعلهم يصفونه في كتب تاريخهم بالحقير، والخفير، والفقير، والسقّاء. ولربّما ترجع هذه الألقاب إلى كون "ميسرة" ينحدر من عائلةٍ فقيرةٍ، وأنّ أباه، أو هو نفسه كان سقّاءً يبيع الماء في الأسواق (E. L?vi-Proven?al). وقد أجمع أكثر المؤرّخين (العرب طبعاً) على تلقيب ميسرة بـ "الحقير"، على الرغم من أنّه لم يكن في حياته حقيراً؛ فقد كان ـ كما يقول ابن خلدون ـ شيخ قبيلته والمقدّم فيها؛ وكان من خوارج المغرب الصفريّة، من مدغرة أو (مطغرة)، وهي بطنٌ من زناتة. كما كان من أتباع المهلّب بن أبي صفرة (أو من أتباع زياد بن أبي صفرة). وفي العودة إلى الوقائع التاريخيّة، نجد أنّ الظلم الأمويّ كان من الأسباب المهمّة في بحث المسلمين عموماً عن أفكارٍ ثوريّةٍ تُشرّع لهم مواجهة الظّلم والتعصّب القوميّ والقبائليّ، وهو ما تُظهره تجربة البربر في الغرب، حين مالوا إلى الفكر الخارجيّ، بعد معاناةٍ طويلةٍ مع السلطة الأمويّة، وبعد الإجحاف الذي طالهم، إثر دورهم الرئيسيّ في فتح الأندلس، وفي تثبيت