التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هل يوجد ناسخ ومنسوخ في القرآن الكريم؟


هل يوجد ناسخ ومنسوخ في القرآن الكريم؟


على الرغم من جهود كثير من العلماء وكثير من المؤلفات عن الناسخ والمنسوخ في القرآن، إلا إنني أقول ان الناسح والمنسوخ هو وهم كبير. 

هو تلبيس وتدليس على كتاب الله تعالى الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه...

هو تحكم في كتاب الله تعالى بتعطيل احكامه بحسب الهوى والمزاج...

وفيه اتهام لله تعالى بالظلم من حيث انه ينزل حكما قاسيا ثم يخففه فيما بعد.

وفيه اتهام لله تعالى بالجهل من حيث انه ينزل حكما ثم يتبين له انه خاطئ او غير ملائم فيستدرك هذا الحكم بحكم آخر أخف منه.

وفيه اتهام لله تعالى بالكذبّ فالله تعالى يقول (إنا أنزلناه في ليلة القدر) والنسخ يعني ان ما هو موجود لدينا الان يختلف عن الذي أنزل بلبلة القدر.

اذا كان الله يغير احكامه فمعنى ذلك ان القرآن ليس صالحا لكل مكان وزمان! لانه تم تعديله بما يناسب وقت نزوله بحسب فهم من يقول بالناسخ والمنسوخ ولكن نحن في زمن مختلف وبالتالي التعديلات لا تناسبنا.

النسخ صناعة بشرية بامتياز ولا يوجد ادل عليها من اختلاف العلماء بتلك الايات التي زعموا انها منسوخة وحضروها بين خمس آيات وخمسمائة اية. ولا يوجد اتفاق بينهم أي الايات الناسخة وايها المنسوخة فتجد آية ناسخة عند احدهم ولكنها منسوخة عند آخر ولا ناسخة ولا منسوخة عند ثالث.. وهكذا. وهذا ناتج عن عدم فهم الدلالات الصحيحة للايات القرآنية مع انها واضحة لان القرآن يسره الله لنا. ولا ننس كذلك الاهواء والامزجة في هذا الموضوع. فمن أراد ابطال حكم لم يعجبه قال عنه منسوخ بآية أخرى.

والمصيبة ان يقول هؤالاء بأن الحديث ينسخ آية قرآنية! مع ان النبي صلى الله عليه واله وسلم لا يملك تشريع أي شئ خارج النص القرآني إلا أنهم جعلوا الحديث حجة على كتاب الله تعالى مع انه المفروض العكس. هل نقبل بالحديث ونترك القرآن مع العلم بأن الحديث يمكن ان يكون مكذوبا حتى لو كان في كتب الصحاح؟ وقد ثبت ان كثيرا من الاحاديث الصحيحة ليست صحيحة!

قد يحتج شخص ما بقوله تعالى (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير) كدليل على حدوث النسخ في القرآن الكريم. نقول له: قد أخطأت. انظر الى الاية السابقة لها مباشرة ينكشف لك معنى النسخ في الاية. يقول الله تعالى} مّا يَوَدّ الّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزّلَ عَلَيْكُمْ مّنْ خَيْرٍ مّن رّبّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ{ وهذه الاية تعني ان الكافرين من اهل الكتاب والمشركين الذين يعبدون الاصنام لا يحبون ان ينزل الخير ان ينزل اليكم من ربكم ومن ضمن ذك الخير هو نسخ الاحكام للشرائع السابقة مثال ذلك تحويل القبلة من بيت المقدس الى الكعبة المشرفة فهذا هو المقصود من آية النسخ. 

وقد احتج بعضهم بآية تحويل القبلة من بيت المقدس الى البيت الحرام دلالة على حدوث النسخ في القرآن الكريم. نقول له: هل اتخاذ النبي صلى الله عليه واله وسلم لبيت المقدس قبلة كان بأمر الهي ام اجتهاد منه صلى الله عليه واله وسلم؟ الله تعالى لم يطلب منه ذلك ولكنه ثبت عنه صلى الله عليه واله وسلم انه كان يحب موافقة اهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه فقد جاء في صحيح البخاري كتاب اللباس (حدثنا أحمد بن يونس حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم وكان المشركون يفرقون رءوسهم فسدل النبي صلى الله عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد) فهذا يدل على انه صلى الله عليه واله وسلم له ان يجتهد فيما لم يرد فيه أمر من الله تعالى وهذا يؤدي الى ابطال كثير من الاحاديث التي تتعلق بمنهيات او بأوامر ليسست موجودة في القرآن الكريم!

توجد امثلة كثيرة جدا تثبت ان النسخ غير موجود في القرآن الكريم. لو كان موجودا تخيل انك تقرأ أحكاما أو أوامر في القرآن وانت عاجز عن تنفيذها لان الله قد نسخها وابطل حكمها في مكان آخر كما يزعم من يقول بالنسخ! ثم تأتي يوم القيامة فيسألك الله لم لم تنفذ اوامري؟ فتقول له: انت غيرت وبدلت الحكم؟ فيقول لك الله: كذبت ما يبدل القول لدي وما انا بظلام للعبيد. هل تريد ان تقف هذا الموقف؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مختصر تفسير الحزب الأول... سورة البقرة الجزء الأول

الجزء الأول من القران: هذا الجزء مكون من ثمانية أرباع: - ربع الحزب الأول: يتكلم عن أصناف الناس وكأننا نستعرض الأصناف الموجودة على هذه الأرض والتي سيكلف أحدها بالإستخلاف. - الربع الثاني: أول تجربة إستخلاف على الأرض: آدم عليه السلام. - الربع الثالث إلى السابع: أمة استخلفها الله على هذه الأرض لمدة طويلة وفشلت في المهمة، بنو إسرائيل.  - الربع الثامن والأخير: تجربة سيدنا إبراهيم عليه السلام الناجحة في الإستخلاف.  تجربة سيدنا آدم تجربة تمهيدية تعليمية، وكانت المواجهة بين إبليس وسيدنا آدم عليه السلام لإعلان بداية مسؤولية سيدنا آدم وذريته عن الأرض. ثم بنو إسرائيل: نموذج فاشل، فهم أناس حملوا المسؤولية وفشلوا، وتستمر السورة في ذكر أخطائهم لا لشتمهم ولكن ليقال للأمة التي ستستخلف: تنبهي من الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيها الأمة التي قد سبقت في الاستخلاف! وآخر ربع يضرب الله به المثل بالتجربة الناجحة لشخص جعله الله خليفة في الأرض وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام. ويكون الترتيب هذا منطقياً، فبدأَ بآدم التجربة الأولى وختم بالتجربة الناجحة لرفع المعنويات وبينهم التجربة الفاشلة، للت
"ميسرة المطغريّ" (أو المدغريّ) بطلٌ أمازيغيٌّ، رفض الانصياع للعرب الفاتحين، ما جعلهم يصفونه في كتب تاريخهم بالحقير، والخفير، والفقير، والسقّاء. ولربّما ترجع هذه الألقاب إلى كون "ميسرة" ينحدر من عائلةٍ فقيرةٍ، وأنّ أباه، أو هو نفسه كان سقّاءً يبيع الماء في الأسواق (E. L?vi-Proven?al). وقد أجمع أكثر المؤرّخين (العرب طبعاً) على تلقيب ميسرة بـ "الحقير"، على الرغم من أنّه لم يكن في حياته حقيراً؛ فقد كان ـ كما يقول ابن خلدون ـ شيخ قبيلته والمقدّم فيها؛ وكان من خوارج المغرب الصفريّة، من مدغرة أو (مطغرة)، وهي بطنٌ من زناتة. كما كان من أتباع المهلّب بن أبي صفرة (أو من أتباع زياد بن أبي صفرة). وفي العودة إلى الوقائع التاريخيّة، نجد أنّ الظلم الأمويّ كان من الأسباب المهمّة في بحث المسلمين عموماً عن أفكارٍ ثوريّةٍ تُشرّع لهم مواجهة الظّلم والتعصّب القوميّ والقبائليّ، وهو ما تُظهره تجربة البربر في الغرب، حين مالوا إلى الفكر الخارجيّ، بعد معاناةٍ طويلةٍ مع السلطة الأمويّة، وبعد الإجحاف الذي طالهم، إثر دورهم الرئيسيّ في فتح الأندلس، وفي تثبيت