التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حركة تاوادا ن امازيغن .........البيان العام .



حركة تاوادا ن ءيمازيغن
تنسيقية الدارالبيضاء

البيان العام الختامي لمسيرة الأحد 28 ديسمبر 2014 الإحتجاجية

تحية المجد والخلود لشهداء الأمة الأمازيغية الكبيرة عبر التاريخ،
تحية إجلال وإكبار لشهداء وضحايا القضية الأمازيغية بالمغرب وتامازغا،
تحية العزة والشموخ لكل شهداء الشعب المغربي وعلى رأسهم شهداء المقاومة الباسلة وأعضاء جيش التحرير الوطنيين الشرفاء الأحرار،
تحية نضال وعرفان لكل معتقلي القضية الأمازيغية بالمغرب وعلى رأسهم المناضلان البريئان "حميد أعضوش" و" مصطفى أوسايا".

أيتها الجماهير الشعبية المناضلة،

مرة جديدة تعاود حركة تاوادا ن ءيمازيغن ،هذه المرة عبر تنسيقيتها المحلية هنا بأنفا "الدارالبيضاء"، تعاود الخروج إلى الشارع للتظاهر من أجل الترافع والدفاع عن قضايا الشعب المغربي المختلفة العادلة والملحة ،عبر إطلاقها لنداء التظاهر إلى عموم المواطنات والمواطنين في مسيرة جماهيرية إحتجاجية اليوم الأحد 28 ديسمبر 2014 . ويأتي هذا الشكل الإحتجاجي السلمي في سياق وطني يتسم :

- على المستوى الدستوري:
لا تزال بلادنا تحكم تحت يافطة دستور فوقي ممنوح لا شرعية شعبية و لاديموقراطية له، دستور لا يعترف بوجود الشعب الأمازيغي فوق أرضه و لا يقر بحقوقه السياسية ومنها حق التنظيم السياسي والحزبي ،والمشاركة في تقاسم السلطة والثروة والقيم على قاعدة العدل والإنصاف، مما حرم ويحرم الأمازيغ من تقرير مصيرهم ومستقبلهم السياسي، وجعل مطالبهم وحقوقهم تلقى في سلة المهملات من طرف المكونات الوطنية الأخرى المسموح لها بالمشاركة في السلطة، دستور فضفاض في مجمله ومليء بالنصوص الغامضة والمتناقضة، دستور تسحق مضامينه يوميا بالأقدام كغيره من الدساتير السابقة في مغرب العبث والمهازل.
فرغم تعليق الفاعلين السياسيين المؤمنين بما يسمونه "الإصلاح" وبالتغيير التدريجي من داخل المؤسسات للكثير من الآمال على دستور ما بعد الحراك الشعبي لسنة 2011، فإن حصيلة السنوات الثلاث المنصرمة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن لاشيء تحقق ولا يوجد هنالك أي تطور ملموس في هذا الشأن .

- على المستوى السياسي :
أصبح المغرب يضرب به المثل في العالم في العبث السياسي والحزبي، حيث لا يزال الملك هو المتحكم في كل القرارات والسياسات والإستراتيجيات الكبرى بسبب خيانة وضعف الأحزاب السياسية،سواء الممثلة منها داخل الحكومة الهجينة أو تلك الممثلة للمعارضة البرلمانية الهجينة هي الأخرى. إن أمثلة العبث والتخبط السياسي والبرلماني والمؤسساتي والحزبي كثيرة ومتعددة ويعرفها كل المتتبعين للشأن العام الوطني ولعل كيفية التحضير للإنتخابات المخزنية المقبلة لواحدة من أبرزها في المرحلة الراهنة.

- على المستوى الإقتصادي :
لاتزال المؤسسة الملكية هي المستفردة بالثروات الوطنية النفيسة والمهيمنة على الإقتصاد الوطني،هي وبعض العائلات واللوبيات المتحالفة مع النظام . ولا يزال قطار التنمية ببلادنا ينخره الفساد ويسير بسرعتين متناقضتين بشكل صارخ مما خلق من المغرب مغربين واحد نافع محظوظ وآخر مقصي مهمش.

- على المستوى الإجتماعي :
الفوارق الإجتماعية في توسع مضطرد ومهول، بسبب السياسات الحكومية التي تقتات من جيوب المواطنين المقهورين وعبر تحميلهم ضريبة التستر على ناهبي المال العام ، حيث توالت الزيادات الصاروخية في المواد الأساسية التموينية وفي المواد الحيوية كالماء والتطهير والكهرباء.فيما لا تزال وضعية الحقل الصحي متردية بالمدن وكارثية في المدن الصغيرة والبوادي المنسية. ومظاهر الفقر والهشاشة والإقصاء الإجتماعي تنتشر في كل الربوع والمناطق ،بينما البطالة في استفحال متواصل نتيجة ندرة فرص الشغل.

- على المستوى الحقوقي :
تراجع خطير جدا يعرفه ميدان الحقوق والحريات حاليا بالمغرب، تعسف وتضييق متزايد على الحقوق الأمازيغية، استمرار مصادرة حقوق المواطنين أفرادا وجماعات ومنها حق المعتقد وحق الملكية وحق إبداء الرأي الحر والتعبير، وحق التنظيم وحق التجمع والتظاهر السلمي في الفضاءات العمومية، فيما تستمر ملاحقة الصحفيين الشرفاء وفاضحي الفساد ونهب المال العمومي وتتصاعد وثيرة مطاردة واعتقال المدافعين عن حقوق الإنسان، علاوة على التملص من الإستجابة لمطالب الحركة الحقوقية النسائية الديموقراطية. والأمثلة لا تزال كثيرة في هذا الباب.

- على المستوى الثقافي :
لا يزال قطاع التعليم العمومي يعيش في الحضيض والتردي وتهيمن عليه الخطابات الإيديولوجية المأدلجة التي تخدم النظام وحلفائه. أما قطاع الثقافة بشكل عام فلا يزال في أسفل الإهتمامات الحكومية والدليل هو الميزانية الهزيلة جدا التي تخصص له والتي توجه بالأساس لخدمة اللغة والثقافة "العربية". بينما لا تزال الأمازيغية لغة وثقافة وفنونا تعيش أوضاعا كارثية ولا يمنى عليها إلا بالفتات بين الفينة والأخرى، ذلك الفتات الذي تستفيد منه المؤسسات والتنظيمات الأمازيغية التي تدور في فلك السلطة و تطبل و تبرر لسياستها الرسمية في الشأن الأمازيغي، أو تلك التي تمارس الإسترزاق على حساب القضية الأمازيغية والتي ندين توجهاتها و سلوكاتها كاملة بالمناسبة.

أيتها الجماهير الشعبية المناضلة :

إن مسيرتنا الجماعية اليوم تأتي كما هو معلوم في سياق التضامن مع أهالينا ، خاصة في المحور الممتد ما بين واد تانسيف شمالا إلى واد نون جنوبا، أهالينا هؤلاء الذين توزعوا ما بين عشرات الموتى ومئات الجرحى والمعطوبين ومئات المشردين وآلاف المتضررين فاقدي الممتلكات المادية والعينية ، بسبب كل ما أشرنا إليه أعلاه، من سياسات مخزنية مبنية على الإقصاء والتمييز التنموي ولأزيد من ستة عقود تجاه هذا المحور و باقي مناطق ما يسمى في أدبيات الإستعمار ب " بلاد السيبة"، وبسبب الفساد المستشري في كل القطاعات والأجهزة الرسمية وشبة الرسمية والمجالس المنتخبة وغيرها،وهو الفساد الذي فضحت الأمطار الأخيرة جزءا من مظاهره من خلال حالة البنيات التحتية والمنشآت الفنية المهترئة والهشة والمغشوشة بتلك المناطق المنكوبة.

إننا في حركة تاوادا ن ءيمازيغن ،تنسيقية أنفا، ونحن ننهي شكلنا الإحتجاجي الحضاري السلمي لنهار اليوم لنجدد التأكيد على ما يلي :

- تشبتنا بإقرار دستور ديموقراطي منبثق من إرادة الشعب من خلال هيئة تأسيسية تعددية ديموقراطية ومستقلة. دستور علماني فيدرالي فاصل للسلط الثلاث ورابط للمسؤولية بالمحاسبة دون استثناء،دستور يقر بأمازيغية المغرب وبكافة الحقوق السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية واللغوية للأمازيغ.
- تنبيهنا من يهمهم الأمر أن الإصرار على ممارسة الوصاية والحصار والمنع والتضييق على حق الأمازيغ في التنظيم السياسي والحزبي من منظور وفكر أمازيغي ،وفي حقهم في المشاركة السياسية وتقاسم السلطة والثروة والقيم ينذر بعواقب وخيمة ستلقي بظلالها آجلا أم عاجلا على السلم السياسي والمجتمعي الوطني.
- مطالبتنا بالتعجيل بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ببلادنا، وعلى رأسهم "حميد أعضوش" و"مصطفى أوسايا" مع ضرورة جبر الضرر.
- تنديدنا وشجبنا لاستمرار مسلسل الإبادة والخنق تجاه الهوية والثقافة واللغة الأمازيغية، وهو الأمر الذي تفضحه وضعية هذه الأخيرة في الدستور الممنوح وفي التعليم والإعلام و القضاء والإدارة وفي مختلف مناحي الحياة العامة.
- تشبتنا بكافة المطالب والأهداف التي تسعى إليها مكونات الحركة الأمازيغية الديموقراطية المستقلة ،ومن ضمنها إقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا وعطلة رسمية مؤدى عنها.
- تحميلنا المسؤولية الكاملة في ما وقع من نكبات وخسائر جسيمة بمناسبة التساقطات المطرية التي حلت ببلادنا قبل أسابيع للسياسات الفاشلة والتمييزية العنصرية الرسمية المتبعة منذ عقود، ولكافة الأجهزة والقطاعات الحكومية التي أبلت البلاء الحسن في الإستهتار والإهمال والتقصير قبيل وأثناء وبعد الكارثة.
- مطالبتنا بتخصيص ميزانيات مالية ملائمة وكفيلة بإصلاح الخسائر التي طالت الممتلكات العامة، وبضرورة تعويض كافة المتضررين عن الخسائر التي تكبدوها في الأرواح والممتلكات بكل أرجاء وطننا الجريح.
- ضرورة القطع مع سياسة التمييز والظلم بين الجهات في التنمية البشرية والشاملة، وإعطاء الأولوية في السنوات والعقود القادمة في هذا الصدد لكافة الجهات الفقيرة والمهمشة بالمغرب عبر إقرار نظام فدرالي.
- عزمنا تصعيد نضالاتنا إلى غاية تراجع الدولة عن سياساتها التعسفية والخطيرة جدا فيما يتصل بتجريد المواطنين أفرادا وقبائل وجماعات من حقهم في امتلاك أراضيهم وحرمانهم من الاستفادة من ثروات و موارد مناطقهم.
- اصطفافنا إلى جانب كل الحركات الإحتجاجية الشعبية ببلادنا، ومساندتنا للملفات المطلبية لكل الفئات والشرائح المجتمعية، ووقوفنا في خندق واحد إلى جانب كل التنظيمات الحقوقية والجمعوية المستقلة والجادة.

عاش الشعب.
وعاشت حركة تاوادا ن ءيمازيغن حركة جماهيرية إحتجاجية ديموقراطية ومستقلة.

وحرر بالدار البيضاء بتاريخ: الأحد 28 ديسمبر 2014
عن حركة تاوادا ن ءيمازيغن _ تنسيقية الدارالبيضاء

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مختصر تفسير الحزب الأول... سورة البقرة الجزء الأول

الجزء الأول من القران: هذا الجزء مكون من ثمانية أرباع: - ربع الحزب الأول: يتكلم عن أصناف الناس وكأننا نستعرض الأصناف الموجودة على هذه الأرض والتي سيكلف أحدها بالإستخلاف. - الربع الثاني: أول تجربة إستخلاف على الأرض: آدم عليه السلام. - الربع الثالث إلى السابع: أمة استخلفها الله على هذه الأرض لمدة طويلة وفشلت في المهمة، بنو إسرائيل.  - الربع الثامن والأخير: تجربة سيدنا إبراهيم عليه السلام الناجحة في الإستخلاف.  تجربة سيدنا آدم تجربة تمهيدية تعليمية، وكانت المواجهة بين إبليس وسيدنا آدم عليه السلام لإعلان بداية مسؤولية سيدنا آدم وذريته عن الأرض. ثم بنو إسرائيل: نموذج فاشل، فهم أناس حملوا المسؤولية وفشلوا، وتستمر السورة في ذكر أخطائهم لا لشتمهم ولكن ليقال للأمة التي ستستخلف: تنبهي من الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيها الأمة التي قد سبقت في الاستخلاف! وآخر ربع يضرب الله به المثل بالتجربة الناجحة لشخص جعله الله خليفة في الأرض وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام. ويكون الترتيب هذا منطقياً، فبدأَ بآدم التجربة الأولى وختم بالتجربة الناجحة لرفع المعنويات وبينهم التجربة الفاشلة، للت
"ميسرة المطغريّ" (أو المدغريّ) بطلٌ أمازيغيٌّ، رفض الانصياع للعرب الفاتحين، ما جعلهم يصفونه في كتب تاريخهم بالحقير، والخفير، والفقير، والسقّاء. ولربّما ترجع هذه الألقاب إلى كون "ميسرة" ينحدر من عائلةٍ فقيرةٍ، وأنّ أباه، أو هو نفسه كان سقّاءً يبيع الماء في الأسواق (E. L?vi-Proven?al). وقد أجمع أكثر المؤرّخين (العرب طبعاً) على تلقيب ميسرة بـ "الحقير"، على الرغم من أنّه لم يكن في حياته حقيراً؛ فقد كان ـ كما يقول ابن خلدون ـ شيخ قبيلته والمقدّم فيها؛ وكان من خوارج المغرب الصفريّة، من مدغرة أو (مطغرة)، وهي بطنٌ من زناتة. كما كان من أتباع المهلّب بن أبي صفرة (أو من أتباع زياد بن أبي صفرة). وفي العودة إلى الوقائع التاريخيّة، نجد أنّ الظلم الأمويّ كان من الأسباب المهمّة في بحث المسلمين عموماً عن أفكارٍ ثوريّةٍ تُشرّع لهم مواجهة الظّلم والتعصّب القوميّ والقبائليّ، وهو ما تُظهره تجربة البربر في الغرب، حين مالوا إلى الفكر الخارجيّ، بعد معاناةٍ طويلةٍ مع السلطة الأمويّة، وبعد الإجحاف الذي طالهم، إثر دورهم الرئيسيّ في فتح الأندلس، وفي تثبيت