التخطي إلى المحتوى الرئيسي

العروبي السويدان يدافع عن العروبي ابوزيد المتهم بالعنصرية اتجاه امازيغ سوس العالمة

سارع الدكتور طارق السويدان، رئيس شركة الإبداع الأسرية والمدير السابق لقناة الرسالة الفضائية، إلى تبرئة المفكر الإسلامي المقرئ أبو زيد الإدريسي من التهم التي وُجهت له أخيرا بخصوص العنصرية إزاء أهل سوس الأمازيغ، على خلفية نكتة ذكرها في ثنايا محاضرة قديمة له بالكويت، بيْدَ أن مقاطع منها عرف الانتشار بشكل كبير في الأيام السابقة.
وأفاد السويدان بأنه "تفاجأ بما سماها عاصفة إعلامية وسياسية تلف سماء الوطن المغربي العزيز عليه، على خلفية محاضرة ألقاها المقرئ الإدريسي أبو زيد بدولة الكويت في فبراير من سنة 2011، في إطار فعاليات مؤتمر "هويتنا"، وعرضتها قناة الرسالة الفضائية".
واعتبر السويدان، في بيان توصلت به هسبريس، أن "مشاركة أبو زيد في المؤتمر المذكور كانت من أعمق ما تم طرحه عن الهوية فلسفيا وأدبيا وتاريخيا"، مؤكدا أن "خطاب أبو زيد كان موجها لجمهور دولة الكويت، وللجمهور الخليجي الذي حج من بلدان مجاورة لحضور المؤتمر".
وشدد الداعية الكويتي على أن "أيا من الحاضرين لم يرَ في النكتة التي حكاها الإدريسي "داخل سياقها الذي عرضت فيه"، أي مساس بأي فئة بالمغرب، "ولو كانت كذلك لأوقفنا المحاضرة، لأنها ستكون بذلك متناقضة مع مبادئنا وهويتنا، ولمَا سمحنا بعرضها أصلا على أي قناة فضائية" يؤكد السويدان.
ولفت صاحب البيان أنه "من المفارقات الطريفة التي تضمنتها المحاضرة، أن المقرئ حدد للهوية خمسة مصادر، أحدها مصدر الانفتاح، وأبدع فيه وهو يشرح خطر الانغلاق على الهوية"، مبينا أن "الانفتاح حاجة حيوية في تكوينها واستمرارها ونموها، وأن الانغلاق خطر قاتل عليها، والمعروف ـ وفق المدير السابق لقناة الرسالة ـ أن العنصرية أداة الانغلاق الكبرى ووسيلته المثلى".
واستمر السويدان في الدفاع عن أبي زيد، بالقول "كانت للإدريسي مشاركات عديدة بمنطقة الخليج، والعديدون يعتبرونه واحدا ممن أعطوا صورة مشرفة ومتميزة عن المغرب، وواحدا من سفراء المغرب المتميزين خلقا وفكرا وأدبا"، موضحا أنه لا يغالي إذا قال إن "المغرب ينبغي أن يفتخر بالإدريسي إبنا بارَّا رافعا لصورة مشرقة للمغرب وسفيرا له".
واسترسل الداعية الكويتي أنه سبق للمقرئ أن قدم دورة تدريبية لفائدة نخبة من شباب أكاديمية الإبداع الكويتية، دامت بضع ساعات بالمغرب، في إطار برنامج تكويني، كان موضوعه "محطات من تاريخ المغرب"، تحدث فيه عن شخصيات أمازيغية صنعت التاريخ، وذلك بإعجاب وإسهاب، من أمثال المولى راشد "صاحب المولى إدريس"، وطارق بن زياد، وأبي بكر بن عمر اللمتوني، ويوسف بن تاشفين، ويعقوب المنصور الموحدي".
وزاد السويدان "الإدريسي تأثر في الدورة المشار إليها، وأثّر حتى دمعت عيون الحاضرين"، معتبرا أن "أبناء الخليج تعرفوا على عظمة تاريخ من سكانهم الأمازيغ الأحرار بالمغرب، من خلال محاضرة أبو زيد التي تكررت ثلاث مرات خلال السنوات الموالية".
وأشار السويدان، في البيان ذاته، إلى أن "أبو زيد لم يتقاض دينارا واحدا عن أنشطة المحاضرة المذكورة، وأنها كانت تطوعا لوجه الله، ثم في سبيل العلم، "لهذا لزم التنبيه، لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، ولأن نصرة المظلوم واجب مقدس" يختم السويدان بيانه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مختصر تفسير الحزب الأول... سورة البقرة الجزء الأول

الجزء الأول من القران: هذا الجزء مكون من ثمانية أرباع: - ربع الحزب الأول: يتكلم عن أصناف الناس وكأننا نستعرض الأصناف الموجودة على هذه الأرض والتي سيكلف أحدها بالإستخلاف. - الربع الثاني: أول تجربة إستخلاف على الأرض: آدم عليه السلام. - الربع الثالث إلى السابع: أمة استخلفها الله على هذه الأرض لمدة طويلة وفشلت في المهمة، بنو إسرائيل.  - الربع الثامن والأخير: تجربة سيدنا إبراهيم عليه السلام الناجحة في الإستخلاف.  تجربة سيدنا آدم تجربة تمهيدية تعليمية، وكانت المواجهة بين إبليس وسيدنا آدم عليه السلام لإعلان بداية مسؤولية سيدنا آدم وذريته عن الأرض. ثم بنو إسرائيل: نموذج فاشل، فهم أناس حملوا المسؤولية وفشلوا، وتستمر السورة في ذكر أخطائهم لا لشتمهم ولكن ليقال للأمة التي ستستخلف: تنبهي من الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيها الأمة التي قد سبقت في الاستخلاف! وآخر ربع يضرب الله به المثل بالتجربة الناجحة لشخص جعله الله خليفة في الأرض وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام. ويكون الترتيب هذا منطقياً، فبدأَ بآدم التجربة الأولى وختم بالتجربة الناجحة لرفع المعنويات وبينهم التجربة الفاشلة، للت
"ميسرة المطغريّ" (أو المدغريّ) بطلٌ أمازيغيٌّ، رفض الانصياع للعرب الفاتحين، ما جعلهم يصفونه في كتب تاريخهم بالحقير، والخفير، والفقير، والسقّاء. ولربّما ترجع هذه الألقاب إلى كون "ميسرة" ينحدر من عائلةٍ فقيرةٍ، وأنّ أباه، أو هو نفسه كان سقّاءً يبيع الماء في الأسواق (E. L?vi-Proven?al). وقد أجمع أكثر المؤرّخين (العرب طبعاً) على تلقيب ميسرة بـ "الحقير"، على الرغم من أنّه لم يكن في حياته حقيراً؛ فقد كان ـ كما يقول ابن خلدون ـ شيخ قبيلته والمقدّم فيها؛ وكان من خوارج المغرب الصفريّة، من مدغرة أو (مطغرة)، وهي بطنٌ من زناتة. كما كان من أتباع المهلّب بن أبي صفرة (أو من أتباع زياد بن أبي صفرة). وفي العودة إلى الوقائع التاريخيّة، نجد أنّ الظلم الأمويّ كان من الأسباب المهمّة في بحث المسلمين عموماً عن أفكارٍ ثوريّةٍ تُشرّع لهم مواجهة الظّلم والتعصّب القوميّ والقبائليّ، وهو ما تُظهره تجربة البربر في الغرب، حين مالوا إلى الفكر الخارجيّ، بعد معاناةٍ طويلةٍ مع السلطة الأمويّة، وبعد الإجحاف الذي طالهم، إثر دورهم الرئيسيّ في فتح الأندلس، وفي تثبيت