التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مسولية بعض المسوليين المغاربة عن غازات الريف

إختلفت القناعات وأعيد الملف الثقيل إلى المربع الأول، ضمن المائدة المستديرة حول موضوع الحرب الكيماوية ضد الريف وعواقبها على صحة المواطنين، من خلال المناداة إلى توحيد الجهود في إطار تضمين الملف الخاص بأسلحة الدمار الشامل التي قصف بها الريف وفق التدخل الصارم للدكتور ميمون الشرقي الذي أوصى بعدم الحديدث عن الغازات السامة بما أن الأمر يتعلق بما هو "شيميك"، وهي المائدة التي نظمتها كل من جريدة العالم الأمازيغي وجمعية أمزيان بالتنسيق مع منظمة التجمع العالمي الأمازيغي، وكان على رأس المؤطرين كل من الأستاذ رشيد الرخا رئيس التجمع العالمي الأمازيغي – الدكتور ميمون الشرقي الرئيس الشرفي لذات المنظمة – الدكتور أحمد الحمداوي عن مجموعة البحت حول الحرب الكيماوية ضد الريف – الأستاذ محمد الشامي مفكر أمازيغي و الأستاذ سمير المرابط ناشط حقوقي أمازيغي .
الأساتذة المؤطرون للمائدة المستديرة بقاعة المركب الثقافي للناظور، كشفوا كل من جهته على خطورة الملف وعلاقته التجاذبية مع الدولة المغربية التي تم خلال الندوة الإشارة إليها كشريك رئيسي في الحرب الكيماوية ضد الريف من خلال توظيف كتيبة المرتزقة من المضليين الأمريكيين وسميت كتيبتهم ب ( الفرقة الشريفية )، كما أشاروا إلى جريمة الإحتفال السلطاني بالإنتصار في حرب أعتبرتها كل الجهات الحقوقية على أنها جريمة ضد الإنسانية، ليس لأنها حدثت بين جيش منظم وآخر يماثله في العدة والعتاد، بل بين جيوش منظمة ومسلحة بأعتى الأسلحة ومنها سلاح الدمار الشامل، ومواطنين من ساكنة الريف، عزل لا يملكون من السلاح سوى ما يبرر مقاومتهم للغطرسة والإحتلال الأجنبي والداخلي الممثل في الجيش المخزني الذي تدخل في إطار حملات تأديبية شملت أبناء الريف لرفضهم الإستعمار والإمتثال لسلطة الأجنبي .
أحمد الحمداوي الذي زلزل القاعة بإطلاقه النار على الدولة المغربية والسياسيين الذي يطلقون تصريحات موجهة لابتزاز إسبانيا ضمن حملاتهم الإنتخابية، دعا إلى مناقشة وطنية للملف وطرح القضية داخل أروقة البرلمان، كما دعا الحقوقيين والسياسيين إلى حمل الملف وطرحه على المستوى العالمي من خلال تعيين محامين للدفاع عن الملف أمام المحافل الدولية ومنها محكمة الجرائم الدولية الخاصة بالجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، فيما رأى سمير المرابط الذي أشار إلى كون القصف الكيماوي حدث ضد دولة قائمة وهي جمهورية الريف ، بضرورة تحديد مسؤولية الدولة المغربية القانونية وموقعها في هذه الحرب الجريمة كون الأمر يتطلب الخروج بالملف كامل ومتكامل بما أن المعطى مهم جدا في هذا السياق ، كما لمح بوضوح إلى أن انتظار الدولة المغربية للقيام بتدويل الملف على المستوى العالمي بالتنسيق مع المنظمات الأممية، بالنسبة لأبناء الريف يبقى وهم كبير لا يجب إنتظاره بالمرة، بل حسم الأمر بكونه مستحيلا لمدى تورط الدولة المغربية في الحرب ضد الريف، وندد بالمساومات السياسية لملف الأبرياء في الريف وقضية شعب بأكمله .
محمد الشامي وفي خضم مداخلته عرج على مجموعة من المجموعات البشرية أو الشعوب الأصلية التي تعرضت للجينوسيد، كانت قد ترافعت أمام المحاكم من أجل إنصافها وحققت خطوات مهمة في مسارها، وذكر منها الشعب اليهودي كمجموعة بشرية تعرضت للإبادة خارج الوطن، بألمانيا وبفرنسا كذلك واشار إلى أنهم يتلقون تعويضات بالملايير من أجل ذلك، وتساءل الشامي إن كان الريف بأكمله يفتقد لمحامي من طينة المحامين الذين يتبنون قضايا تلك الشعوب، للدفاع عن الملف أمام المحاكم الدولية للمطالبة بتعويض ابناء الريف الذين أكد المتدخلون من الحضور الذي غصت به القاعة، أنه يلجأ إلى جميع الوسائل ويسلك كافة الطرق للبحث عن مصادر تمويل تكاليف العلاج الباهضة زيادة على التنقل المستمر من الريف إلى المركز.
اللقاء الكونسيري كما سماه متتبعون دعا في ختام اشغاله إلى ضرورة بناء مستشفى خاص بالسرطان مع اختصاصاته المختلفة بمنطقة الريف في إطار تعويض المنطقة عن الجريمة الإنسانية التي راح ضحيتها المئات من الآلاف سابقا، وما يزال الآلاف يغادرون في صمت رهيب بفعل السرطان، كما دعا المنظمون الساكنة بالريف إلى ضرورة الخروج عن صمتها وتقديم شكاياتها في الموضوع، من خلال تجميع وثائقها ومراسلة الجهات المختصة والمكلفة بالتعاطي مع الملف .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مختصر تفسير الحزب الأول... سورة البقرة الجزء الأول

الجزء الأول من القران: هذا الجزء مكون من ثمانية أرباع: - ربع الحزب الأول: يتكلم عن أصناف الناس وكأننا نستعرض الأصناف الموجودة على هذه الأرض والتي سيكلف أحدها بالإستخلاف. - الربع الثاني: أول تجربة إستخلاف على الأرض: آدم عليه السلام. - الربع الثالث إلى السابع: أمة استخلفها الله على هذه الأرض لمدة طويلة وفشلت في المهمة، بنو إسرائيل.  - الربع الثامن والأخير: تجربة سيدنا إبراهيم عليه السلام الناجحة في الإستخلاف.  تجربة سيدنا آدم تجربة تمهيدية تعليمية، وكانت المواجهة بين إبليس وسيدنا آدم عليه السلام لإعلان بداية مسؤولية سيدنا آدم وذريته عن الأرض. ثم بنو إسرائيل: نموذج فاشل، فهم أناس حملوا المسؤولية وفشلوا، وتستمر السورة في ذكر أخطائهم لا لشتمهم ولكن ليقال للأمة التي ستستخلف: تنبهي من الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيها الأمة التي قد سبقت في الاستخلاف! وآخر ربع يضرب الله به المثل بالتجربة الناجحة لشخص جعله الله خليفة في الأرض وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام. ويكون الترتيب هذا منطقياً، فبدأَ بآدم التجربة الأولى وختم بالتجربة الناجحة لرفع المعنويات وبينهم التجربة الفاشلة، للت
"ميسرة المطغريّ" (أو المدغريّ) بطلٌ أمازيغيٌّ، رفض الانصياع للعرب الفاتحين، ما جعلهم يصفونه في كتب تاريخهم بالحقير، والخفير، والفقير، والسقّاء. ولربّما ترجع هذه الألقاب إلى كون "ميسرة" ينحدر من عائلةٍ فقيرةٍ، وأنّ أباه، أو هو نفسه كان سقّاءً يبيع الماء في الأسواق (E. L?vi-Proven?al). وقد أجمع أكثر المؤرّخين (العرب طبعاً) على تلقيب ميسرة بـ "الحقير"، على الرغم من أنّه لم يكن في حياته حقيراً؛ فقد كان ـ كما يقول ابن خلدون ـ شيخ قبيلته والمقدّم فيها؛ وكان من خوارج المغرب الصفريّة، من مدغرة أو (مطغرة)، وهي بطنٌ من زناتة. كما كان من أتباع المهلّب بن أبي صفرة (أو من أتباع زياد بن أبي صفرة). وفي العودة إلى الوقائع التاريخيّة، نجد أنّ الظلم الأمويّ كان من الأسباب المهمّة في بحث المسلمين عموماً عن أفكارٍ ثوريّةٍ تُشرّع لهم مواجهة الظّلم والتعصّب القوميّ والقبائليّ، وهو ما تُظهره تجربة البربر في الغرب، حين مالوا إلى الفكر الخارجيّ، بعد معاناةٍ طويلةٍ مع السلطة الأمويّة، وبعد الإجحاف الذي طالهم، إثر دورهم الرئيسيّ في فتح الأندلس، وفي تثبيت